من اعلام بلادي – الشاعر الشعبي عريان السيد خلف
بقلم اسراء حسون.
يوم امس أفل نجم اخر من نجوم العراق الساطعة، حيث أعلن في مستشفى مدينة الطب في بغداد رحيل الشاعر العراقي الكبير “عريان السيد خلف”.
عريان السيد خلف شاعر شعبي عراقي ولد في اربعينيات القرن الماضي في محافظة ذي قار قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف.
نشأ مع منابت القصب و تنشق رائحة مواسم الحصاد.
حاصل على شهادة دبلوم الصحافة. عمل في الصحافة وفي التلفزيون وفي الاذاعة. بدأ نشر قصائده في مطلع الستينيات و في السبعينيات نشر قصائد سياسية كشفت عن هويته الفكرية مثل : قصيدة نذر و قصيدة الشاهد.
معظم قصائده محزنة ولا تبدو غريبة لكونها انعكاس واقعي لتاريخ العراقي السوّداوي المحزن جراء تعاقب حكومات التعسّف و الفشل و غضب الطبيعة و شظف العيش.
تحدّث عريان السيد خلف في قصائده كثيراً عن الغربة و يقصد بها غربة روحه في وطنه فيصف روحه
يا روحي الغريبة.
ي المثل دلّة استوت بـوجاغ ما يخمد لهيبة
ي التظنين .. بعظم بلواج .. ما صارت مصيبة
هذا سهمج .. و السهم لوعات و الخانة الوكت يرضة بنصيبة
و هذا طبع الناس او .. بيهم بلا وفة
و بيهم وفي اتجيبة الحليبة
و انتي لا چف الينشف العين .. ولا دار الولف يمچ جريبة
..
لغته الشعرية ريفية ممزوجة بنكهة البادية. طرّز قصائدة ( بالحسچة ) فهي مفردات نادرة غير مسموعة عند أبناء الحضر بل ربما صعبة الفهم على المتلقي . لكنها تنسجم بإضافة اشعاعها الفني و بريقها اللفظي و إيقاعها الموسيقي و جرسها الصوتي الخاص التي رسمت شخصنة عريان السيد خلف و إستعملها كغاية فنّية و ليست وسيلة للنقل الفني .
مثل السيد خلف أحد أقطاب الشعر الشعبي في العراق و من الرموز الثقافية الوطنية الجماهيرية.
هو من كبار الشعراء المعاصرين و أبرعهم في نسج الصور الشعرية و ربط الموروث بالحديث .
دواوينه الشعرية : الگمر و الديرة ، گبل ليلة ، أوراق و مواسم ، شفاعات الوجد ، صيّاد الهموم ، تل الورد .
رحم الله الشاعر الكبير عريان السيد خلف وتغمده الله فسيح جناته.