حسن نصار
الأسماء الكبيرة بحاجة الى عناية وإهتمام كبيرين من لدن القائمين على الأمور. فمدينة الثورة القاسمية تسمت بإسم مدينة الصدر،
وهو كناية عن عائلة الصدر المضحية، والتي يكثر أنصارها في هذه المدينة التي تقدم الضحايا والمبدعين،
ولاتحصل سوى على بعض الثناء، ثم يغادرها بعض من يتبوأ منصبا من ابنائها الى أماكن أكثر رقيا في العاصمة العتيدة،
دون أن يتساءل في سره على الأقل لماذا لاينهض هو وعشرات النواب بواقع مدينتهم التي تعاني من سوء خدمات
الماء والكهرباء والطرق النظيفة وتتراكم فيها الأزبال والنفايات والمطبات والعشوائيات والتجاوزات وفوضى المرور ومحارق الأزبال وعربات التكتك والستوتة
ولاتحصل على ماتستحق من خدمات ولاتتوفر لها اية حقوقها تبعدها عن إرث الخسارات والعذابات والتضحيات التي عاشتها منذ تأسيسها قبل ستين عاما؟
الأداء السياسي لنواب سائرون، وأغلبهم من مدينة الصدر، أو من مناطق متصلة بها،
أو من محافظات تجمعها بها التصورات والنيات والأمنيات المتشابهة، وهم يكثرون من التصريحات والصدامات السياسية،
ويطالبون بمحاربة الفساد، وتغيير هيكلية الدولة، لكنهم غير قادرين حتى اللحظة على تغيير واقع مدينة الصدر
التي تمثل رمزية عالية في السياسة والدين وبنية المجتمع السكانية التي تكتظ بها المدينة وحواليها،
وتعيش ذات الرغبة في الحصول على حقها في الحياة الحرة الكريمة.
من غير الواضح نوع التغيير الذي أحدثه نواب سائرون،
ولاالتاثير الذي تحقق لهم في بنية السياسة العراقية، ولعل المهم والصحيح هو تحقيق معدلات نمو كبيرة وواضحة ومقنعة لجميع المواطنين وليس لفئة محددة،
فالقاعدة الجماهيرية تحتاج الافعال اكثر من الشعارات حتى وإن بدت مضحية وموافقة ومتوافقة مع النهج العام للمكون السياسي
وخاصة الذي يستند الى قاعدة عقائدية تمنحه فرصة للمناورة أكبر وتمكنه من إقناع جمهوره بأن المسؤول عن معاناتهم هي كتل سياسية أخرى،
ولكن يجب ان يلتفت الساسة الى ان هناك لحظة فارقة لايكون من مبررات واعذار تقنع الجمهور وهي لحظات صعبة وصادمة.