طفنا بكعبة حسن قد ألفنا بها
ظبى ممنعة من رعى مرعاها
دنوت أطلب منها المرعى سفسطة
فموهت واختلفت عني بيمناها
فشردت وانثنت عني فاختلست
عقلي وصار رهينا ما أحيلاها
سألتها الرفق بالمشتاق إنا له
ونار وجد نبال الجفن تصلاها
عذبت حبك يا سلمى وقد رشقت
أحشاءه منك أسهم جهلناها
هيهات هيهات أن أسلو وقد غنمت
لبى وعقلي وروحي عند مسراها
فصرت أرصدها في كل مدرجة
حيران لا يرعوي يحدو مطاياها
لا تنكروا خفقاني وهي شاردة
فكيف لو كشفت عنها معماها
بالله هل حدثتك النفس عن خبري
هيهات هيهات جور الوصل أقصاها
قد جئت منها إليها بافتقار وقد
رجوت تقبيل يمناها ويمناها
سألتها بصميم الحب تغفر لي
ما قد جنيت بكنعان وبصراها
يا رب إني اقترفت في الهوى ما به
أرد لكن ظنونا فيك ترعاها
تالله لو فتكت روحي لما برحت
تسعى بأثر لمجراها ومرساها
ناديت من أسف قلبي فقلت له
إياك أن تنثني عن طيب رياها
كأنها غصن بان في معاطفها
ولا يزال قليبي طائرا أعلاها
إن لها في الحشا ميقاتا ليس لها
فيه شريك في دنياها وأخراها
فمل بكون وجود الوهم وامح له
تكاثرا في خيال منه وافاها
وخذ بلوح قلوب وأمط ما بها
من الشكوك ولا تدع خطاياها
وصل تفاصيل فرق وأزل نقطة
بالغين توهمني ضدا وأشباها
ناديت من أسف قلبي فقلت له
يا قلب كم من أسير بات يرعاها
فقال ما لعبت أيدي النوى بهم
مثلي ولا كل من رق لعلياها
ما إن له في الهوى قصد سوى أن ترى
في الحيّ هلكي حيارى من ثناياها
فنحن أيتام في حجر الهوى ولكم
جاروا علينا وما وفوا وصاياها
سألتها أين قلبي عندما ظعنت
في السير قالت أراه عند مسعاها
فاستفهمتني وقالت أي قلب ترى
فقلت أوهاها أدناها وأشقاها
تريد وصلي ببطنان الأراك هوى
وإنما غمرات الحسن تلهاها
فأينما تولوا فثم وجه لها
فكل نجد لها دار ومغناها
ما بين نفى وإثبات تراهم فهم
ما بين ذات ووصف في مراياها
إياك أن تكشفي عنك النقاب فلا
نهم بالوصل إلا أن نرى طه