فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه
علينا بما أبدى وما قد رثى ليا
وقد أنشبت فينا الخطوب أظافرا
فهل من طبيب يشعرن بما بيا
وقد كان لي كنز من الصبر أتقي
به ألسن الرقطاء مما علانيا
فاجهده كيد الطوارق مذ بدت
نواجذها منها لقيت الدواهيا
كأني بها تهوى وصالي لذاك قد
أتيحت رزاياها وهان عزائيا
ومن عجب أشكو لمن هو أبكاني
فهيهات ما يرضيه إلا بكائيا
وإن شاء أشجاني وإن شاء أبلاني
وإن شاء أوهاني وزاد عذابيا
وإن شاء تعذيبي رضيت وإن يشأ
وصالي فكم أنشدت هل لي راقيا
أعوذ برب العرش من كل حادث
يقيني ويحميني وأهلي وماليا
ويكلؤني من كل خطب ألم بي
أنادي أيا قهار أوصل حباليا
ويجعل لي من كل خطب ألم بي
أنادي أيا قهار أوصل حباليا
فيا رب ما لي إلا أنت فأبلدن
طوارق ما ألقى وما قد دهانيا
وأجهدنا أهل الزمان بكيدهم
فأبكهم من حيث كان بكائيا
فإن أبصروا فضلي تواطأ كلهم
على جحده حتى طويت ردائيا
وإن أدبتني الدهريات فأبطنت
معارفنا قالوا من الفتح عاريا
وما علموا أني على الدهر لم تزل
على لجج البحر المحيط مراسيا
تزف لنا منها الجواهر حيث لا
رقيب ولا واش يكدر ما بيا
وإني ظمآن على الدهر لم أزل
أميل لأنفاس الديار اليمانيا
وإن فاجأتني الحادثات توقعوا
حوادث أخرى لم أزل لها لاقيا
وسوف يرى التغيير في الكون ريثما
يرى الدهر أن الدهر ليس بباقيا
تغلبه قهر فأبداه لا عَلي
ه معتبة مما به قد قضى ليا
تخاله لم تنشب حوادث خطبه
تغلبها خطب ويعيا المداويا
سأوصي عليه الدهر في كل نكبة
فيغتاله رئبال آجام ضاربا
ويخلفني في الطارقات فلا يعو
د يشمت من في الحب لاقي الدواهيا
وإن ساءني منهم كبير أحلته
على العفو أرجو مثل ذاك لما بيا
وإن ساءني منهم صغير رحمته
لأنه لا يدري الذي بفؤاديا
وإن ساءني مثلي دعوت له الرشا
د يصلحه من حيث يبكي بكائيا
وإن كان لا يدري بذاك فإنه
تبلغه الأملاك عني سلاميا
وما ضر أهل الشعر أن لو أحالوهم
على الدهر لكن أرجو طبا مداويا
ولست أرى عود التجلي وإلا قد
دعوت لهم حتى يكونوا مكانيا
فيشهدهم معنى الرقائق حيث ما
تجلت فلا ينكرن شأني وحاليا
فسبحان من يبدي لقوم مشاهدا
ويسترها عن آخرين كما هيا