أرقني سقم النوى
والجسم ذاب من جوى
الليل جن ونوى
من بعد ذاك البلج
بهاؤه عطر نسيم
كنرجس منه قديم
دعني أشم ذا الشميم
من شمر فاض البهج
تملك الجسم العليل
فالسحر منه في الكحيل
أصابني سهم كليل
من رونقيه الدعج
ثناؤه حشو الحشا
والقلب ذاب دهشا
يا ليتني زرت الرشأ
الوصل منه علج
جماله زهر يفوح
كسوسن منه يلوح
الورد منه في جنوح
ها شادن في دلج
حوى الظبا ربع الحمى
وجزعها مأوى الظما
السمك منها في سما
في ظلها منعرج
خيامها في بيد طي
وضرعها كثبان طي
عرج أخي نحو حي
لروضها المؤرج
دام الهناء والسرور
بين الموالي في القصور
الصبح عنا صاح نور
من مبسميه الأرج
ذاب الفؤاد والحذق
من ومضه بين الغسق
الكحل منه في حرق
وروحه في هرج
رق الزجاج كالهوى
والعشق في قلبي كوى
الراح في الكأس دوى
من وصب ذاك الوهج
زار الغزال في المنام
والطيف مني في ملام
الجفن مني في غرام
من بين آس سمج
طار الفؤاد في القرى
والغمض قد خزى الكرى
السهم في الجسم انبرى
والنار فيه عجج
ظبي حمى ربع الحلك
فتت في سير الفلك
النجم صار لي فلك
من نعمة الممتزج
كتمت حبي يا عذول
وبت في شمس الأفول
ليل لي الصبح يصول
من ثغر ذاك الفلج
لما بدا منه الصباح
همت هناك في فرح
ذاب الفؤاد وانجرح
من شدة اللذخرج
قد كنت في سقم الخفا
والبين مني شططا
أردت منه الهبطا
فأومأن لا تعج
نحت على ذاك الخيال
وبت أرعى ذا الجمال
لعل ذاك لي أمل
من وصمة المنجدرج
صاح العليل في نقا
يا محنتي دام البقا
يا هاجري كن لي مقا
فلحظنا ذو سرج
ظل الكئيب في ترج
يا مالك القلب الشرح
صب غدا نحو الطرح
في شط ذاك اللجج
على الكئيب أسل
بسحر لحظ خضل
السهم فيه زحل
من أجل ذاك درج
غاب الرقيب والنكد
والوقت طاب ما عند
رق النسيم والجسد
يا رب لا عاد الريج
فقت الطباع والثبات
لما نظرت ذا الحياة
يا فرحتي في ذا السعات
هذا النسيم يعج
قال الوصال مرحبا
سلوني في ذاك الصبا
إذا سلوت في صبا
فكل ذاك همج
سار البعير في جنان
والظبي قد حبي الجنان
ظبي على ظبي الجيان
منه المغنى نفج
شممت منه ذا العبير
عند اللقاء بيسير
فأومأن أنت الخبير
يا ليت ليلي يفرج
همت على ربع الظلل
والفقر منه في امل
تعبت بالصد الزلال
فأحرق القلب الشجي
ولي الحمام الكاذب
والصبر منه هارب
ذاب الفؤاد الكاعب
من مقلتيه وهج
يا غيدا يا غيدا
يا من في روحي رغدا
مضى ملامك سرمدا
بحق هذا البرج
أرقه سقم النوى
والجسم ذاب من جوى
الليل جن ونوى
من بعد ذاك البلج