أبدا إليك تولع الأحباب
وتهتك منهم بغير شراب
وتمايل من ذكر حضرتكم وميل
لارتشاف مدامة الأكواب
أكواب حب من مدام مكارم
بيد الكرام أحبة الاواب
وإلى جنابك سارعت همم الكرا
م ويممت وصلا وكشف حجاب
ونفوسهم بذلوا بغير تكلف
بل بارتضا وتذلل بالباب
يا حبذا يا حبذاهم انهم
ظفروا بقصدهم بذي مآب
شرفوا بحسن السير وارتفعوا على
فنن الكرام برهبة ومتاب
ظفروا بكنز العلم واتصفوا بحسن
الوصف وانصفتوا إلى الاحباب
سلمت من التعريق عنك نفوسهم
فسمت إلى شرف وحوز صواب
جدوا بنهج الجد فيك وسارعوا
لرضاك واتبعوا طريق ثواب
عرفوك بالتوفيق منك ولازموا
حسن التذلل في شريف الباب
لزموا التواضع والتذلل والبكا
والخوف منك ومن شديد حساب
زهدوا متاع المترفين ويمموا
نهج العزائم هم أولوا الالباب
يا فوزهم يا سعدهم بمكارم الدارين
مع فيض بغير حساب
ولهم فخار لا يحد ورفعة
عظمى واكرام بوعد كتاب
طابوا فطاب مماتهم وحياتهم
بل ذكرهم قد طاب يا أصحابي
فالفوز فوز جنابهم ولهم من
المحبوب خير كرامة بمآب
ولهم دوام اليمن والامن الذي
لا يعتريه تقطع الأسباب
وبجنة الخلد المنا حازوه والزلفى
وحسن الشرب في الأكواب
فليهنهم وليهن كل متابع
لهم الرضا والقرب للأحباب
هم صفوة الرحمن جل جلاله
ولهم به منة نمو ثواب
غنموا بفضل منه دوم رضائه
وبه المنا حازوا على آداب
اكرم بهم اعظم بهم يا حبذا
هم بغية العقلاء والطلاب
هم سادتي هم أهل كل سماحة
هم قادة داعون للتواب
فاسلك إذا رمت الرضاء طريقهم
والزم ولازم سُدة للباب
واخضع لهم واخدمهم بتودد
وتلق أمرهم على الاخباب
واسلك طريق رضاهم واحذر من
الإعراض فالاعراض شر حجاب
وانشد مدى الأيام مدح جنابهم
ومتى استطعت فكن على اطراب
وحديثهم من فوق رأسك فاجعلن
فهو الشفا والطب للأوصاب
كم بالحديث وحسن تذكاراتي من
هم قد أتى حسن السقا لمصاب
يا سعد كرر ما استطعت حديثهم
فهم لدى الأحباب لب لباب
ونوسلن بجنابهم لمليكهم
وابشر بحسن كرامة الوهاب
يا رب بالقوم الكرام أحبة
القدر العلى وحبه الأواب
امنن على بسيرة محمية
مرضية ورضا وحسن خطاب
أرجوك بالسادات أهل الاجتباء
إذ أنهم يا عدتي لمآب
شرفوا لديك وقد رفعت مقامهم
وأنا الذليل فهب جميل متاب
وتفضلن يا سيدي بهدايتي
وسلامتي من سائر الأوصاب
وامنن علي بنظرة صمدية
أنجو بها من فتنة وعذاب
وبهمة قدسية يا سيدي
أرقى بها عن زخرف وسراب
وعن التعلق بالسوى يا سيدي
وعن التقاعد عن رضا الأحباب
وامنن علي بأخذة مرضية
ألقى بها سكرا وحسن شراب
وجميل خلق واكتساب معارف
وشريف ذكر مع لزوم الباب
بالصدق والاقبال والشرف العلى
بقبولكم والفوز بالآداب
وامنن بختم كالكرام السابقين
الفائزين الآل والأصحاب
وأدم صلاتك للنبي وآله
يا ربنا يا بر غير حساب