جرى ذكر هجرٍ في خروق المسامع
سحيراً ففاضت مقلتي بالمدامع
وقلت عسى طيف يلمّ بذكرها
يقرّبُ لي منها إذن كل شاسع
إذا مرّ ذكراها تذكّرت جيرتي
وإخوان ودّ في جميع المواضع
لئن هجرتني حين أن كنت غائبا
خيالي إذا يغزوهم في المضاجع
ويدنيهم منّي وإن كنت نائيا
ثنائي عليهم بابتذال المطالع
كأني بهم يوما إذا ما تنادموا
على كاس نبت البن وسط المجامع
حديثهم فينا إلى وقت بينهم
يعدونه فيهم عظيم المنافع
فللّه ما أحلا وأهنا حديثهم
وغن وقعوا مني على كل باقع
هو الفخر إن فاخرت يوما منازعا
ففاخر به إن شئت كل منازع
رأيت الندى والفخر يشدو بذكره
أنا عبد عبد اللّه معطى ومانعي
فقلت شراء قال لابل وراثةً
وحاشاي أن آتيه من كفّ بائع
فأنساني اللائي أُباهي بذكرهم
وكانوا كأن لم يجسلوا في الشوارع