إلى بيتر آيليش تشايكوفيسكي
I
على أرجُوحةِ نُحـاس
من بقايا خَلْق المجرّات،
نتهدّجُ بخشوع ووقار
إجلالاً وتكريماً
لحُزْنك السّامق
أيّها المَهيب.
II
نتسلّقُ نشوَة كلّ مرّةٍ [1]
ظفائرَ متورّدةً من نور ونار،
نشعِلُ فُسيْفساءَ النّهار بأكمله
..في حُلُم الظّلام.
ومن فوق قبّةِ العرائس
نتساقطُ بألَق بجعات الفَجْر
في بحيرةِ الّليل الإنسي.
III
لن تُغادرَ نوباتَك الأزليّة [2]
مادمت حيّاً
تموتُ في كلّ الأرض..
يا أخطبوط العَوالِم.
كل نَـوْبةٍ،
مِطرَقة مسوّمة
من العصْر المِسماري
تدكّ بشرة المَسْحور؛
أقسمُ أنني انشطرتُ ..
نسحقتُ مابين سَماءين
فِضّة منثورة..
في فلوات الخواء
من ذا بُرهان ليبدَأ..
فما أنا سوى جِسْر المرور
أتجاسرُ أو لا أتجاسرُ..من ذا
كَريماً يشحذُ الشّفير
لـمِنجَل يجزّ أعناقَ الخلائق،
فلا تُسفَكُ غير رأسي
تتدحّرج على قارعةِ الطريق
ككُرة قدمٍ ركلَها طفلٌ أحمَق
IV
قد يكونُ أنّ السماء تنتحب [3]
كلّ حين حُزناً على البشر
تصرخ وتُجَن ثم تنهدِرُ باكية.
أهكذا يكونُ المطَر!.
بماذا تحلُمُ كلّ ليلة،
أيها العظيم!
وكَم جنازة يدخّن رأسك
في اليوم!
وكم مرّة غدَرْت بنَفْسِك
وكل شَيْءٍ حولك
نُسِفْت عن بَكْرة أبيك!
ثمّ عَزَفت مَسْعوراً
فوق أطلال رفاتك..
مَضَغْتَ روحَك تخليصاً لآلام
غُلّقت محابسها خلفَ النجوم.
أيّها العدَميّ..
إنّني أهيم بك.