أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوار
وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا
كـوّن به سُحباً في الأفقِ مفعمةً
تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا
وأمدد إلينا به جسر اليقين على
أرض العقيدة وأجعل منه تذكارا
حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ
ترقــى بأنفسنا حُباً وإيثارا
إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحن
في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا
هو الضياء لنا في كل حالكةٍ
تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا
هو السحاب الذي تهمي بوادره
غيثاً من الحق الإيمان مدرارا
أمطر علينا شئابيب التلاوة في
عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا
عطّر مسامعنا ممّا ترتله
فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا
لله درّك تتلو وحي خالقن
مجوّداً فنرى للفجر إسّفارا
وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع
إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا
أيا أمير رياض الخيرِ أحسبكم
ممّن سيترك في الإحسان أثارا
تحيةً من قوافي الشعر تبعثه
إليك واحاته فلً وأزهارا
ويا محبّون فعل الخير لا تَدَعَو
قرآن خالقكم دعماً وإكثارا
فنحن أحوج للقرآن في زمنٍ
نرى أباطيله تزدادُ إبهارا
ترمي وسائله فينا قذائفه
ناراً وسيلاً من التضليل موّارا
حتى الثوابت ألقى المرجفون على
حصونها الشمِّ أشواكاً وأحجارا
فكم نرى قلماً في كفّ صاحبه
غدا بأفكاره السوداءِ منّشارا
تشكوا صحائفنا من جوقة سخرت
بالدين لم ترعى للقرآن مقدارا
هم يسرقون البساتين التي غُرست
بالحق والصدق والإيمان أشجارا
ولو تغافل عنهم كُل ذي رشدٍ
لهدّموا بفوؤس الغدر أسوارا
فينا الينابيع من قرآن خالقن
وسنة المصطفى علماً وأذكارا
قد يفتح اللص ثقباً في الجدارا فإنّ
لم يُردع اللص هدّ الركن والدّارا
لله مملكةُ الإسلام راعيةً للوحي
علماً وترتيلاً وإكبارا
هنا مقامات عزٍّ لا نظير له
وحياً وهدياً سماوياً وإقرارا