أبشروا بالخراب بعد الخراب
يا عقولاً مسلوبة الألبابِ
يا قلوباً تمكن الحقد منه
فهي مجبولة على الأرهابِ
يا عيوناً مطموسة ليس فيه
ما يجلّي لها طريق الصوابِ
أنا مسرى النبي, ما زال يجري
منه نور الإسراء فوق قبابي
حين صلّى بالأنبياء تجلّى
في سمائي تآلف الأحبابِ
وتجلّت مآذني, وأذاني
وسؤالي عن الهدى, وجوابي
وتجلّى الدين الحنيف بعيد
عن دعاوى المدلّس الكذّابِ
كل شبر ٍ في ساحتي, فيه نقشٌ
من شموخي برغم طول عذابي
يا يهود الأوهام, أنتم نشازٌ
في سياقي, ودمّلٌ في إهابي
أنتم الداء سارياً في عروقي
أنتم الصفر تائهاً في حسابي
أنتم الليل حالكاً مدلهمّ
فمتى يُبهج الضياء رحابي ؟
ومتى البدر يزدهي في سمائي
ومتى تغسل النجوم اكتئابي ؟
ومتى تفرح النوافذ مني
بنسيمي وتنتشي أبوابي ؟
ومتى أستعيد منكم ردائي
وكسائي, وأسترد ثيابي ؟
ومتى تشرب القناديل زيت
من خلاصي, يرضى به محرابي ؟
ومتى ترفع المآذن صوتي
دون خوفٍ من عاديات الذئاب ؟
ومتى يعبر الحواجز نحوي
لأداء الصلاة فيَّ شبابي ؟
كيف تنجو طهارتي ونقائي
من قرودٍ تدوسني وكلابِ ؟
كيف أنجو من الخنادق صارت
سرطاناً من غدرهم في ترابي ؟
يا يهود القتل والتشريد, أنتم
لغة العنف في قوانين غابِ
شهد العجل, أنكم ما ارتفعتم
عن سجايا وعن صفات الدوابِ
منذ موسى ومنذ هارون كنتم
تتساقون أقبح الأكوابِ
يا يهود الأوهام, أنتم حروفٌ
من ضياع ٍ لم يدرِ عنها كتابي
أنتم الموت, واليقين حياتي
أنتم الجدب, والإباء سحابي
كالشياطين تسرقون حروفي
من لساني, فلتصطلوا بشهابي
أبشروا بالخراب صار شعار
يتعالى على "كنيس الخرابِ"