خُوضوا البحار وعانقوا الأمواج
فلقد أضأتم للوفاء سراجا
ولقد رسمتم للتّضامن لوحةً
عظمى وشيّدتم له الأبراجا
أسعدتم البحر الأجاج فلم يعد
من بعد ما أسعدتموه أجاجا
وأضئتم الليل البهيم بشمسكم
ومنحتموه سراجها الوّهاجا
علمتم الدنيا دروس فضيلةٍ
كسرت عن الأمل الكبير رتاجا
أحرجتم الدول الكبار وإن تكن
ماتت فما تستشعر الإحراجا
يا خير أسطولٍ رأته عيونن
لما رآه البغي هاج وماجا
يا خير أسطولٍ سرى بعزيمةٍ
كبرى ليمنح مُعدِماً محتاجا
ولينبي الدار التي هدمت بل
حقٍ ويحمل للمريض علاجا
ولينّصر المظلوم والمحروم في
عصرٍ تمادى الظلم فيه وراجا
لله دّر المدلجين لغاية
كبرى يهوّن لنيلها الإدلاجا
لما رأوا أن القضية أصبحت
أوراقها لا تبرح الأدراجا
ساروا لفك حصار غزةَ بعدم
ضرب النّظام العالمي سياجا
كسروا جدار الصمت منذ تسنّمو
متن الصعاب وأقبلوا أفواجا
يا أيها المتضامنون وفاؤكم
هزّ البحار وماؤها الثّجاجا
أنتم طليعة أمةٍ لا تنحني
ذُلاً ولا تتنكبُ المنهاجا