دعوا عنكم صحابتنا الكرام
فكلٌ في مراتبه تسامى
وكلٌ عظّم الإسلام حتى
عرفناهم عمالقة عظاما
وكلٌ نال في الأمجاد سهم
فما أسمى وما أغلى السِّهما
نجوماً بعد خير الناس كانو
وما زالوا, يُزيحون الظَّّلاما
تلاميذ النبوة, خير صحبٍ
لمن كانت نبَّوته ختاما
رأتهم صافنات المجد جُند
وقد نصبوا من النَّقع الخياما
فردّدت الصهيل لهم تحاي
وألقت في أكفّهم الزِّماما
مُهاجِرهم, له شرفٌ عظيمٌ
وأنصارّيهم حمل الوساما
رجالٌ سجلوا التاريخ عنهم
بطولاتٍ تبُصّر من تعامى
نجومٌ في السماء فكيف يرقى
إليها من أبى إلا الحطاما ؟
ألا يا من تعلقتم بوهمٍ
وحولتم شريعتنا خصاما
وكوّنتم لكم قاموس شتمٍ
صديد حروفه يؤذي الكراما
وخضتم بالهوى مستنقعاتٍ
من الأحقاد, زادتكم سقاما
دعوا عنكم أبا بكرٍ صَدِيق
وصدّيقاً ومِقداماً هُماما
رفيق المصطفى في الغار, أكرِم
بها من صحبة رفعت مقاما
دعوا الفاروق صرحاً من شموخٍ
أضاء بعدله مصراً وشاما
دعوا عنكم حبيبة مصطفان
ولا تستسهلوا فيها الكلاما
كتاب الله برّأها, فسحق
لكل منافقٍحسر اللّثاما
دعوا قمم الصحابة فهي أعلى
وأنّى يبلغ الخُفُّّ السّناما ؟
ألا يا من شربتم كأس حقدٍ
وأحدثتم عن الصف انقساما
أعوذ بخالقي من سوء فعلٍ
يصوّره ضلالكم التزاما
لآل البيت أرسلت القوافي
تزفُّ لهم فؤاداً مستهاما
منحناهم على الإسلام حب
وقدمنا التحية والسّلاما
لنا من ديننا شمس ضحاه
يفّرق ليلكم مهما ترامى
نفضنا ما أثرتم من غبارٍ
ومن نفضى الغبار رأى الغماما
" عليٌّ " رابع الخلفاء, إن
لنمنحه مشاعرنا " احتراما "
نحبك يا أبا السّبطين حب
لو اصطبغ الجماد به لهاما
ولو شمّت روائحه الروابي
لما احتفلت بوردٍ أو خزامى
نحبك ما شعرنا أنّ حب
يعلمنا التناحر والصّداما
بخير الناس فيك قد اقتدين
فما نرضى لعروتنا انفصاما
ولا نرضى الغُلُوّ فقد وضعن
على فمٍ كلِّ إفراطٍ لجاما
ألا يا من رفعتم للتّجنّي
شعاراً يحمل الموت الزُّؤاما
شريعتنا لضوء الشمس, لكن
جعلتم ضوءها فيكم قتاما
نصبتم حب آل البيت جسر
لدعواكم, فضلّلتم أناما
وكيف يحبّهم من لا يراعي
مبادءهم ولا يراعى الذّماما
نقول لكم, وأعيننا تراكم
كما أنتم, سراباً أو جهاما:
بعيدٌ عن شريعتنا, مُكِبٌ
على بدعٍ, وإن صلى وصاما
تكشّفتِ المواقف عن جموعٍ
تُكشّف حول خيبتها الزّحاما
تُعلمنا النوازل حين تأتي
دروساً تُوقِظُ الشهم الهمام
وما الفتن العظام سوى اختبارٍ
يُبيّن من هوى ومن استقاما