تشكو الفتاوى في زمانك حاله
من بعدما سَلبَ الفضاء جمالِها
صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشكتي
علماءها, أم تشكتي جُهّالها ؟
قابلتُها يوماً على درب الأسى
تُلقي على باب الأنين رِحالها
فسألتها عمّا جرى فاستعبرت
ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها
قالت: أتسألني كأنّك لا ترى
رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟
فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ
أبلت أيادي الراحلين حبالها
أولست تبصر في الفضائيات م
يلقي عليّ من الهموم ثقالها
يتسابقون على انتهاك كرامتي
ويقلِّبون حرامها وحلالها
يتخّطفون القول من فم سائلٍ
متجاهلين من الأمور مآلها
يتجرّأون على الفتاوى بعدم
كسرت لهم أوهامهم أقفالها
كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءه
حتى أزاحوا نجمها وهلالها
هذا يجوّز للفتاة سفوره
ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها
ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسي
أن المهيمنَ حرَّم استرجالها
وهناك من عشق الظهور فزاده
رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها
راقت له الشاشات حتى أصبحت
في النفس غايته التي يسعى لها
يا من تحمّلتم أمانة علمكم
ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها
ما كلُّ من راش السّهام رمي به
كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها
إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ
تتسلُّل الفتن العظام خلالها
كان الصحابة يكبحون جماحه
ويضّيقون طريقها ومجالها
يتدافعون سؤالها وجوابه
ورعاً, ولا يستسهلون وبالها
ما بالكم أنتم كسرتم بابه
كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟
ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقو
تقوى النفوس وحطّموا أغلالها
يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنو
فلربَّ فتوى أهلكت من قالها
ولربَّ فتوى شكّكت متديَّن
فيما لديه وأحدثت زلزالها
ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ
الله يعلم – وحده – أهوالها ؟؟