أنتِ علَّمتني الغُرورَ الجميلا
منذ أسْرجْتِ للهوى القنْدِيلا
أنتِ غذَّيتني منَ الحبِّ شهْداً
أنتِ أسقيتني بهِ السَّلْسَبيلا
أنتِ علَّمتني جنونَ القَوافي
أنتِ صيرتِها لعشْقي حُقُولا
أنتِ سلوايَ كلَّما رُمْتُ بُعْدا
كان ما رُمْتُ نَيْلَهُ المُسْتَحيلا
أنتِ علَّمْتِنِي غرُورَ مُحِبٍّ
ذاقَ طعمَ الهوى ، فَصَبراً جميلا
لا تقولي : إنِّي أحبُّك ، إنِّي
كُلَّما قُلْتها أزيدُ فُضولا
هيَ لو تعلمينَ شُعْلةٌ نارٍ
أحْدَثتْ في الفؤادِ لذْعاً جميلا
لا تقولي : إنِّي أُحبُّكَ ، إنِّي
لأرى وقعُها عليَّ ثقيلا
ألْزمي ثغركِ الجميلَ بصمْتٍ
قبلَ أنْ يُصبِحَ العنَاءُ طويلا
قبلَ أنْ يُصْبحَ الهدوءُ ضجِيجاً
ويهُزَّ الجريحُ سيفاً صَقِيلا
قبلَ أنْ تُصبِحَ الحروفُ سيوفاً
ضارِباتٍ وَوَقْعُهُنَّ صَلِيلا
قبلَ أنْ تُصبِحَ القوافي خيولاً
جامحاتٍ ولَحنُهُنَّ صَهِيلا
أنا لولا همومُ قومي لأضحى
لكِ شعري دوحاً ، وظِلاًّ ظليلا
وغدتْ أحرفُ القوافي زهوراً
ولأضْحَى مِزَاجُها زنجَبيلا