أعرِفُ المرجَانَ أقفو نَسَبَهْ
حين أدنو من خليجِ العَقَبهْ
مثْلَما أعرفُ أقصانا ، تَرَى
عينُ قلبي من بعيدٍ قُبَبَهْ
مثْلَما أعرِفُ ليلي ، حينم
يضحك البَدْرُ ويُغري شُهَبهْ
أعرفُ المُرجانَ ، ما أبصَرَه
غائصٌ في العُمقِ إلاَّ جَذَبهْ
حِقبٌ مرَّتْ بهِ في بحرهِ
ليتَ شعري،كيف أُحصي حِقَبَهْ ؟
ليتَ شعري ، أَهْوَ في لُجَّتِهِ
يعشق الموجَ ، ويهْوى صَخَبهْ ؟
ليتَ شعري ، أَهْوَ يدْري بالذي
سلبَ القُدسَ ، ومَاذا ارتَكَبهْ ؟
لو رأى المَرْجَانُ ما أحْدَثَهُ
غاصِبُ الأقصى ، لأبْدى غَضَبَهْ
هوَ خيرٌ من رجالٍ باركو
لعَدوِّ الله فِيمَا اغْتَصَبهْ
أيُّها المُرْجانُ ، هَذي أحْرُفي
أقْبلَتْ باكيَةً مُنْتَحِبهْ
أنتَ في بحرِكَ أصفى مَشْرب
منْ طرِيْدٍ لا يُلاقي مَشْرَبهْ
كُلَّما سار إلى مَنْبَعِهِ
صدَّهُ الباغي ، وأدْمى عَقِبهْ
أيُّها المرجانُ ، هلاَّ كُنتَ لي
صاحِباً يحْمَدُهُ منْ صَحِبَهْ
في فمي ملْحٌ ، و في قلبي أسىً
وأنا أبصِرُ زيفَ الكَتَبَهْ
وأنا أُبصِرُ في إعلامِن
جَوْقَةً يَصْطَنِعونَ الجَلَبهْ
جعلوا سيفَ البطولاتِ عَصَ
وحِصانَ الحقِّ خَلَفَ العَرَبهْ
في فؤادي المسجد الأقصى وم
لامَسَتْ رِجْلايَ منه العَتَبَهْ
دونهُ اللِّصُّ الذي يسْرِقُهُ
كُلَّما جاءَ مُحِبٌّ ضرَبهْ
وإذا أبصرَ شيخاً قاصد
ساحَةَ الأقصى ، بعنفٍ سَحَبَهْ
دونَ أحبابي جدارٌ فاصِلٌ
وعميلٌ يدُهُ مُضْطَرِبَهْ
و عُقُولٌ وَعْيُها مُسْتَلَبٌ
وقلوبٌ رُوحُها مُسْتَلَبَهْ
وقراراتٌ إذا ما صَدَرَتْ
حرَّكَ ( الفيتو ) عليْها ذَنَبَهْ
وبقايا دولٍ غافلةٍ
لا ترى اللِّصَّ و لا ما سَلَبهْ
أيُّها المَرْجَانُ يا خِدْنَ المَدَى
يا حَلِيفاً للبِحارِ اللَّجِبَهْ
ستراني ضَاحِكاً مُسْتَبْشِر
ألْثُمُ الأُفقَ وأَطْوي سُحُبَهْ
سَتَرى فرْحَةَ شعري حينم
يَمْلِكُ الحالِبُ ما قدْ حَلَبهْ
حينما أُبصِرُ أقصانا لن
و خَليلَ الدَّمْعَةِ المُنْسكِبهْ
وأرى غزَّةَ في عافيةٍ
بعدَ جُرْحِ الحَمْلَةِ المُلْتَهِبَهْ
وأرى القُدْسَ لنا خالِصةً
وأرى عِزَّتَنا و الغَلَبهْ
حينها سوفَ تراني مُبْحِر
بنشيدي في خليجِ العقَبَهْ