قالتْ : إلى من تُرسلُ الأشعار
ولمن تسوق حروفها أنْهارا ؟
ولمن تقدِّمُ شِيحِها وخُزَامه
وتزفُّ من كلماتها الأزهارا ؟
ولمن تطرِّزُ ثوبها وإلى متى
تبقى تُسامر ليلها ونهارا ؟
قالت:أراكَ بعثتَ شعركَ صرخةً
وصنعتَ منهُ الصَّارِمَ البتَّارا
أجريتهُ في الرملِ محراثا وهل
تعطي الرِّمالُ الزارعينَ ثمارا ؟!
قل لي بربكَ من تخاطبُ ، إنَّني
لأرى خِطابَ الغافلينَ خَسارا
فأجبتُ سَائِلَتي إجابة شاعرٍ
عرفَ الطَّريقَ إلى القلوبِ فسارا
للشعر قومٌ يعشقونَ حروفهُ
ويرونَ فيهِ الرَّوضَ و الأشجارا
ويرونَ فيهِ نجومَ ليلٍ كلَّم
جنَّ المساءُ تَاَلَّقتْ أنوارا
أنا مُبحرٌ لي في المُحيط سفينةٌ
من أحْرُفي لا ترْهَبُ الإبحارا
إنِّي أُخاطِبُ أُمَّتي ورجاله
ونِسَاءَها وكِبَارها وصِغَارا