حَصَانٌ أيُّها الأعمى رَزَانُ
يشير إلى فضائلها البَنَانُ
رآها المجدُ أوَّل ما رآه
مبجَّلةً لها في الخير شانُ
ترى فيها البراءة مبتغاه
ويعجبُ من بلاغتها البيانُ
لها في قلب خير الناس حُبٌّ
تضلَّع من منابعه الجنان
سرى في الأُفْق منه شذاه حتى
تعطَّرتِ الغمائم والعَنَانُ
حبيبةُ قلبهِ روحاً وعَقْل
أحاطَ بها من الهادي الحنان
لقد شهدت بحبِّهما البراي
وطار بذكره الحَسَن الزَّمان
حبيبة سيِّد الأبرار، أهدى
إليها الحُبَّ فارتفع المكان
وأمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي
وتلك أُمومةٌ فينا تُصَانُ
لها من طِيْبِ مَحْتِدِها شموخٌ
به تاريخُ أُمَّتِنا يُزَانُ
لقد أعلى رسولُ الله قَدْر
لعائشَ فاستقرَّ لها الكِيَانُ
وعن جبريلَ أقرأها سلام
فقل لي: كيف ينفلتُ العنان
سلام من ملائكةٍ «كِرام»
فلا عاش المكابر والجبانُ
ولا عاش الذين لهم قلوبٌ
لها بمظاهر الكفر افتتانُ
وما كلُّ الرِّجال لهم عقولٌ
بها في كلِّ خَطْبٍ يُسْتعانُ
ففي الناس العقاربُ والأفاعي
ومَنْ هو في الخديعةِ ثُعْلُبَانُ
نعوذ بربِّنا من كلِّ قلبٍ
به من سوء نيَّته احتقانُ
ومن بعض النفوس بها لهيبٌ
يثور به من الحقد الدُّخَانُ
لقد كذبوا على خير البراي
ونالوا من حبيبته وخانو
وماذا يَنْقِمُ السفهاءُ مِنه
وفي تكريمها كُسِبَ الرِّهانُ
وكيف يصح فيها قول غاوٍ
وعندَ الله قد عُقِدَ القِرَآنُ؟
أَتُرْمَى زوجةُ الهادي بسوءٍ
ويبقى منْ رماها لا يُدَانُ؟
بغيضٌ من يُسيء لها بغيضٌ
عليه من الخَنَى والإثمِ «رَانُ»
إذا أَمِنَ الغواةُ عقاب ذنبٍ
تمادوا في الغواية واستهانوا
أما يكفي ابنة الصدِّيق وحيٌ
تنزَّل في الِّلحافِ لو استبانوا؟
أيا بيت النبوَّة أنت رمز
عليه من المهابة طَيْلَسَانُ
وفيكَ من التُّقَى نورٌ مبينٌ
وإحسانٌ وعَدْلٌ واتِّزَانُ
وفيكَ الحبُّ فجرٌ من حنانٍ
به الناس استضاؤوا حيثُ كانو
وفيكَ تدفَّق القرآنُ نهْر
وفي جَنَبَاتك ارتفع الأذانُ
وفيك وشائج القربى تسامت
وعنها صدَّقَ الخبر العيان
سما بمقامك العالي رسولٌ
وزوجاتٌ كريماتٌ حسانُ
لعائشَ فيكَ منزلةٌ ولكنْ
لهنَّ القَدْرُ والحقُّ المُصَانُ
أَيا بَيْتَ النبوَّة أنتَ صَرْحٌ
عظيمٌ لا تُطاوِلُه الرِّعانُ
برغم الحاقدين تظلُّ رمز
به الإيمانُ يُشرقُ والأَمَانُ