أتعشق مثلي الربا والشجر
فتهدي الضياء لها يا قمر؟
أتعشقها؟أم رثيت لحالي
فجئت تشاركني في السهر؟
أغرك أني مقيم الرحال
فسيح الخيال بعيد النظر؟
نقيم ونحسب أنا نقيم
وأيامنا كلها في سفر
وتخدعنا بهرجات الحياة
فنصحو على يومنا المنتظر
أيا بدر يا زورقاً من ضياء
يسيره في الظلام القدر
ويا مؤنس الساهرين الحيارى
يبيتون من همهم في كدر
أتيت إلينا تزف المنى
وتطرد بالنور ليل الضجر
فكم أمل كاد يذوي فم
سكبت ضياءك حتى ازدهر
وكم شبح كاد يغتالني
فما كدت تظهر حتى اندحر
أيا بدر عندي أحاديث شتى
فماذا أقول؟وماذا أذر؟
كأنك تعلم منها الكثير
وأنت تحيط ببحر وبر
لقد عشت يا بدر دهراً طويل
وعاشرت من أهلنا من غبر
فقل لي بربك أخبارهم
وحدث بها خبراً عن خبر
فأبدى اشتياقاً لهذا الحديث
وزاد ائتلاقاً يسر النظر
وقال: أتعني الرسول الكريم؟
أتعني العتيق أتعني عمر؟
أتعني الرجال أماتوا الضلال
وأحيوا بهدي الكتاب البشر؟
أقول وقد شاهدت مقلتاي
جليل المعالي وأسمى العبر
أولئك من سطروا للعل
أجل الصفات وأعلى السير
رسول أبي كريم الطباع
وأصحابه حوله كالدرر
تنام المعالي على طرفه
وتصحو على صوته في السحر
زمان مضى كنت أمتاحه
أمتع نفسي بشتى الصور
رأيت المعالي وأصحابه
وشاهدت أهل الخنا والأشر
وها أنذا يحتويني الظلام
فأين الملاذ وأين المفر
حنانيك يا بدر هل تشتكي
وأنت أمير المساء الأغر
وأنت الذي تسبيح الظلام
وتظفر حين يعز الظفر
فقال: رويدك في رحلتي
شقائي فياليت لي مستقر
إذا ما ولدت انتظرت الممات
ولما يمر علي الشهر
لكم أيها الناس صفو الحياة
ولكنكم تعشقون الكدر
***
***
هنا عدت والحزن في خافقي
وذهني يمور بشتى الفكر
وناديت من ذا أنادي؟سوى
شباب يهون لديه الخطر
شباب الهدى قد بنت أمتي
علينا من الأمل المنتظر
صروحاً تقاوم جور العد
وتهزأ بالفسق أنى ظهر
فهلا جعلنا لبنيانن
أساساً من الحق لا يندثر
ومن لاذ بالله في دربه
حماه المهيمن من كل شر
يعز على النفس ألا ترى
شباب الهداية يأبى الخور
ويكره قلبي ذليل الخط
فتى بين أترابه محتقر
فتى حطم الكفر أسلافه
فحطمه الكفر لما هجر
أبى أن يسير على دربه
وكان على قمة فانحدر
وشر البرية يا إخوتي
ذليل وقد كان ملء النظر
***
***
وكانت تسايرنا نجمة
على خد ليل يجوز السحر
تخفت وراء سدول الظلام
وظلت تراقبنا في حذر
وتصغي إلينا وفي صمته
عتاب المحب لخل غدر
فلما رأى البدر إقباله
تغطى بظلمائه وانحسر
فجاءت إلي تبث الهوى
وتشكو إلي خداع القمر
فقلت لها:إنما رق لي
وجمع من فرحتي ما اندثر
فقالت وفي عينها ومضة
لثورة حب تذيب الحجر
أتخدعنا يا صريع الأسى
وتفضح من أمرنا ما استتر
كفانا الخداع كفانا النفاق
فإنا مللنا خداع البشر