أنتَ من دينكَ في أَرْفَعِ قمَّة
فاملأ الدنيا بإيمانٍ وهِمَّهْ
أنتَ بالكعبةِ في أَسمى مقامٍ
شامخٍ يجلو به المهمومُ همَّهْ
أنتَ بالإسلامِ في روضٍ مُنيفٍ
كلَّما لاحَ له المشتاقُ ضمَّهْ
فَجرُكَ القرآنُ والسُنَّةُ، يمحو
ما تُلاقي من خطوبٍ مُدْلَهِمَّهْ
شمسه ترسم بالنُّور صباحاً
ضاحِكَ الثَّغْر، له تَاجٌ ولِمَّهْ
نَبْعُه ما زال دفَّاقاً ينادي
كلَّ محتاجٍ وظمآنَ: هَلُمَّهْ
يا نصيرَ الأمرِ بالمعروف، أهلاً
بكَ يا سلمانُ في نَبْع وَ(جَمَّهْ)
لو تجلَّى الأمرُ بالمعروف شَخْصاً
لروَى عنكَ الأحاديثَ المُهِمَّهْ
هذه الهَيْئَاتُ، تلقاك نصيراً
ناصحاً، تقرأ في عَيْنَيهِ فَهْمَهْ
إنَّ هذا الأمرَ بالمعروف نورٌ
قد سَرَى في الوطن الغالي وَعَمَّهْ
وطنٌ حُرٌّ -أبا فَهْدٍ- جديرٌ
أنْ يرى منَّا جميعاً كلَّ هِمَّهْ
وطنٌ كان على نارِ صراعٍ
تُهْدِرُ الغاراتُ والثَّاراتُ دَمَّهْ
كان يمشي دونَ ثَوْبٍ وحذاءٍ
يَدُه تَعْجَزُ أنْ تَحْرُسَ كُمَّهْ
بين قُطَّاع طريقٍ، ولصوصٍ
ما لهم في مُسْلمٍ إلٌّ وذِمَّهْ
وطنٌ مزَّقه الجَهْلُ فلَّما
أقبل الفارسُ بالتوحيدِ لَمَّهْ
وطنٌ حُرٌّ حَبَاهُ اللهُ مَجداً
باذخاً أبصره الكونُ فَأّمَّهْ
مُنْذُ ألقى فيه إبراهيمُ أُمَّاً
ورضيعاً فَجَّرَ الماءَ وَزمَّهْ
وَرِثَ الدينَ تعاليمَ إلهٍ
سُلِّمَت منها إلى الهادي الأَزِمَّهْ
« خاتَمُ الرُّسلِ » تلقَّاها يقيناً
كشف اللهُ به ظُلْماً وظُلْمَهْ
أكمل اللهُ به الإسلامَ ديناً
خالياً من كلِّ نُقْصٍ وأَتمَّهْ
قِيَمٌ ترقى بمن يحمي حِمَاها
يا أبا فَهْدٍ وَمنْ يَبْذُلُ عِلْمَهْ
با ابنَ هذي الأرضِ حيَّاكَ حَيَاها
ودعاكَ الزَّهْرُ فيها أنْ تَشُمَّهْ
هذه الأرضُ لنا أُمٌّ رَؤُومُ
كيف يرجو رَحْمَةً مَنْ عَقَّ أُمَّهْ
عِزُّها في دينها مهما رأينا
حَوْلَها بَحْرَ الدَّعاوى وخِضَمَّهْ
عندها من منهج الرحمنِ كَنْزٌ
ومن الحُكْمِ به أعظَمُ نِعْمَهْ
ولها في الأمر بالمعروف حِرْزٌ
إنْ ألمَّتْ من أَعاديها مُلِمَّهْ
هكذا الأمَّةُ تبقى حين يَبقى
منهجُ القرآنِ فيها « خَيْرَ أُمَّهْ »