عَنْ ضِرَارِ بْنِ حَمْزَةَ الضَّبَائِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) :
لَقَدْ رَأَيْتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ ،
وَهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ وَيَقُولُ :
« يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا .. إِلَيْكِ عَنِّي ، أَبِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ ؟
لَا حَانَ حِينُكِ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، غُرِّي غَيْرِي ، لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ .
قَدْ طَلَّقْتُكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ، لَا رَجْعَةَ فِيهَا .
فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ !
آهٍ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَطُولِ الطَّرِيقِ وَبُعْدِ السَّفَرِ وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ » .
*
المصدر : (نهج البلاغة : ص480.)