تهبُّ الرِّياحُ و لا مَهْرَبُ
فأرضُ الكِنَانَةِ لا تَلْعبُ
ومِصرُ الكِنانَةِ تاريخُها
ينابيعُ تُعطي و لا تنْضُبُ
وشعبُ الكِنانَةِ لا ينْزوي
و لا يَتَوارَى و لا يهرُبُ
صبورٌ على ضيقِ أيَّامِهِ
يُداري ويرْضَى ولا يشْغُبُ
ولكنَّهُ حينَما يصْطلي
بِنَارِ الإهانَةِ لا يرْهَبُ
ومَا شَعْبُ مِصرَ سوى قصَّةٍ
بأقلامِ أمْجادِنا تُكْتَبُ
كذلكَ أُمَّتُنا ، قلبُها
سليمٌ ومعْدِنُها طيِّبُ
وفيها شعوبٌ بإسلامِها
تعزُّ ومنْ نبْعِهِ تشْربُ
شُعُوبٌ تمدُّ لحكَّامِها
يَدَ الحبِّ إلاَّ إذاخرَّبوا
توطِّيء أكْنَافَها حينَما
تُصانُ الحقوقُ و لا تُسْلَبُ
تُسَلِّمُ حكَّامَها أمرَهَا
إذا لمْ يخُونوا ولمْ ينْهبوا
شعُوبٌ كرامَتُها دُرَّةٌ
فلا تُسْتباحُ و لا تُثْقبُ
شعوبٌ مشَاعِرُها عذْبةٌ
ومَنْهَلُ إيمَانِها أعْذَبُ
تُحِبُّ الهدوءَ وتَرْضى بهِ
ويُعْجِبُها روضُهُ المُعْشِبُ
ولكِنَّها حينما تُزْدرَى
وعن حقِّها في الورَى تُحْجَبُ
تصيرُ الشُّعوبُ هُنَا جَمْرةً
مؤَجَّجَةً ، نارُها تَلْهُبُ
أَيا شعبَ مِصرَ ويا نِيلَها
ويا دوْحةً روضُها مُخْصِبُ
يُحَييكمُ المجْدُ مُستبشِراً
بشمسٍ منَ العدْلِ لا تَغْرُبُ
هوَ الحقُّ فجرٌ لأنْوَارِهِ
بلاَبِلُ أُمَّتِنا تطْرَبُ
إذا انْتَشرَ العدْلُ في اُمَّةٍ
سَمَا قدْرُها ونَجَا المَرْكَبُ