يضرب للشخص الذي يرى مايصيب الناس من مصائب وشدائد ، فلا يحس بها ولا يشعر بوقوعها مادام هو بمنجاة منها وبعيد عنها .

أصله:
أن سائلا وقف على باب أحد القصور الكبيرة ليستجدي . فأطلّت عليه ربة القصر وسألته حاجته ، فقال السائل : (( سيدتي أنا جائع .. وفي أشد حالات الجوع )) . فسألته المرأة : (( ولماذا لم تأكل حتى الآن ؟ .. ألم يطبخ لكم طباخكم هذا اليوم ؟ )) فقال السائل : (( سيدتي .. أي بيت تعنين وأي طباخ تقصدين ؟ .. أنا رجل فقير معدم وقد مضى علي يومان لم أطعم خلالهما شيئا )) . فقالت المرأة : (( إذا كان طباخكم لم يعد لكم شيئا من الطعام .. فتلهّ بشيء تأكله : خذ من خبازكم رغيفا من الخبز الحار ثم انزل إلى السرداب ، فخذ غرفة من السمن وغرفة من العسل ولطخ بهما ذلك الرغيف ثم كله وتصبّر ، حتى ينضج الطعام ويتم إعداد المائدة )) . فقال الرجل : (( واي واي ! .. إحنا وين .. والهانم وين ؟ .. واحد جوعان .. والثاني شبعان .. شلون نتفاهم ؟ )) .
ثم تركها ومضى . وذاع ذلك الحديث بين الناس ، فقالوا فيه : (( الشبعان ما يدري بدرد الجوعان )) . وضحكوا من قول المرأة وعجبوا من غبائها وقلة عقلها . وذهب ذلك القول مثلا