يا سيدي الكريم !
دخلتُ في مدينةِ الظّلام
رأيتُ عنكبوت
يُوشكُ أنْ يموت
يقصُّ لي حكايةَ السنين
عن عُمْرِهِ الزهيد !
يقولُ لي :
يا زائري العزيز
رحلتُ عن مراتعِ التسعين
لكنّني
أودُّ أنْ تزولَ كُلُّ أمْلاكِ البشر
وأنْ يظلَّ مُلكيَ المجيد!
وأنْ تزولَ كلّ شهوةٍ لدى البشر
وأن تظلّ شهوتي تزيد!
وأن تزولَ كلّ أعماِر البشر
وأن يظلّ عمريَ المديد !
يا زائري العزيز:
ذا موطني،
وهذه ذبابةٌ تحوم
لكنّ بيتي أوهنُ البيوت !
وهذهِ بعوضةٌ تطير
لكنّ بيتي أوهنُ البيوت !
يا زائري العزيز !
حلمتُ قبل ليلةٍ أو قبل ليلتين،
بأنّني دخلتُ في دائرةٍ صغيرة،
وجدتُ فيها امرأةً كبيرة،
وجدتُها وقومَها للمالِ يسجدون،
وشعرُها
يمتدّ للسماء،
وعينُها كبئرِ زيت،
تنضحُ من أحجارِها الذهب،
وحولها الأطفالُ يلعبون،
فمرّةً بالزيت،
ومرّةً بما وراءِ الزيت.
فهل لديك – زائري العزيز-
أن تُعبِر الرؤيا كما رأيت ؟.
فقلتُ باحترام :
يا سيدي العظيم !
رؤياك رؤيا العالم الغريب،
فهلْ لديكَ لي أمانْ ؟؛
حتى أقولَ ما أريدْ .
فقالَ : كيفَ تطلبُ الأمانْ؟
في موطن الأمانْ !!!
فقلتُ باحترام :
يا سيّدي العظيم ،
تعبير ما رأيتْ
تعبير ما …
تعبيـ ……..
فانقطعَ اللسانُ والكلام !