مقاهي مدينة الكاظمية في بغداد نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين
في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضره عن مقاهي مدينة الكاظميه والتي تشغل الجزء الشمالي الغربي من بغداد .
والتي كانت في الأصل قطعة أرض منحها مؤسس بغداد الخليفه المنصور لأحد قادته وهو عبد الملك بن حرب لذلك سميت الحربيه وان كان البعض يسميها التبانة أو باب التبن أو غيرها وهي تسمى مقابر قريش اي ان الأصل ان الكاظميه مقبرة كبيره للقرشيين لذا دفن فيها جعفر الاكبر ابن المنصور ووالد زبيده وفاقت شهرتها بعد دفن الامام موسى بن جعفر وبعده حفيده الامام محمد الجواد وترتب على ذلك كثرة الزائرين والوافدين الامر الذي يترتب عليه كثرة الاسواق والفنادق والحمامات والمقاهي خاصة وأن البغداديين خصصوا كل يوم في الأسبوع لزيارة أحد مراقد بغداد وكان يوم السبت لزيارة الكاظمين خاصة وأنهم ينذرون النذور ويطلبون من الامام تحقيق مرادهم فهو قاضي الحاجات والمستجيب للطلبات لذلك كثرت مقاه الكاظمية بشكل يفوق وجود المقاهي في اية محلة أخرى.
ولقد تكاثرت مقاهي الكاظمية خاصة بقرب أحد أبواب المرقد الكاظمي وهو باب الدروازه كونه يطل عَلى الاسواق والمركز التجاري للكاظمية وخاصة سوق الاسترابادي أكبر أسواق الكاظمية وقريب من محطة الترام أو كاري الكاظمية الذي ينقل المسافرين بين الكاظمية وبغداد والذي أنشأه والي بغداد مدحت باشا سنة 1869.
ومن مقاهي الكاظمية الكثيرة مقهى السيد جعفر آل عطيفه ومقاهي الحاج ناصر والسيد صادق الاعرجي والجامعه والحاج صادق المحلاتي والزراعه وطرف للأنباريين واليهودي وآل بنانه والماشي ونجم التراثي وآل ياسين وسفر علي وباقر دلدل وأم المرايا والحاج باقر وأبو الفلفل وجودي وغيرها من المقاهي المنتشرة في الكاظمية.
وتعتبر مقهى نجم التراثي من المقاهي القديمة حيث تأسست سنة 1930 ومكانها في مدخل شارع الشريف الرضي وأم المري أي المرايا وكنيتها هذه جاءت بسبب ان جميع أركانها مزينه بالزجاج على شكل مرايا مؤطرة بالتراثيات ومكانها بالقرب من سوق الاسترابادي من جهة باب القبلة وقد أزيلت عند توسيع احد الشوارع الذي يمر بالقرب منها ومن مميزاتها المواقد الكثيرة التي يتم ملأها بالفحم من نوع الكراچي اي الفحم الباكستاني ذا النوعية الجيدة.
ومقهى محمد علي الكاظمي تجاور باب القبلة وتسمى باسم آخر هو مقهى خدام الحرمين الكاظمين لارتياد العاملين في الحرم الكاظمي وهي في قلب مركز مدينة الكاظمية الديني والتجاري وكانت تجاورها (مسافر خانه) وقد شملها التوسع في شوارع المدينة فأرسلت من مكانها ومقهى السقائين من اسمها فلقد اعتاد السقاؤون على وضع جرارهم المملوءة بالماء في الظل لينالها شيء من البرودة بعد ملء الجرار بالماء من صنبور المياه في المقهى وعادة ما يشتري أحدهم جميع ماء الجرة ليتم توزيعه مجانا أي ما يسمى (سبيل) ومقاهي آل بَنَانَه مقاه تطل على نهر دجله في منطقتي ام الموكب والانباريين ومحلة التل ومشيدا في بساتين وجهاء الكاظمية كالعبيلي وآل عبيده ومقهى جعفر عطيفه الذي كان أول رئيس لبلدية الكاظمية وهو من أسرة حسينية من وجهاء الكاظمية وهي مقهى تراثيه وتمتاز بوجود الأباريق الجميلة التي تجلب الأنظار اليها .