لقد كسفت شمس العلا والمفاخر
وقد صاب أهل الدين إحدى الفواقر
وقد فتقت في الدين أعظم ثلمة
لمن غيبوا في الدمس بدر المنابر
عنيت به شيخ الهدى سعدن الندى
وجالى الصدى بالمقاطعات الظواهر
جمال الورى جزل القرى شامخ الذرا
ومفتي القرى شيخ الشيوخ الأكابر
هو الشيخ عبد الله من عم صيته
لدى كل صقع في جميع الجزائر
سليل الرضى عبد اللطيف الذي له
مآثر تزهو كالنجوم الزواهر
لقد أشرقت نجد بنور ضيائهم
وقاموا بنشر الدين بين العشائر
تغمهم رب العباد بفضله
ورحمته والله أكرم غافر
همو جددوا دين الهدى بعدما عفا
بصدق وجد قامع للمكابر
فأصبح أهل الدين يزهو بنوره
على رغم أهل الشرك من كل كافر
وآزرهم في نصرة الدين والهدى
عصابة حق من كرام العناصر
ليوث إذا الهيجاء شب ضرامها
بهم تقتري غدث السباع الضواير
بآل سعود أظهر الله دينه
فقد جردوا في نصره للبواثر
وقد جاهدوا في الله حق جهاده
بحزم وعزم في الوغى والتآجر
إلى أن عاد الله دين نبينا
على حالة يرضى لها كل شاكر
فلازال من أبنائهم نصرة لهم
ولا زال حزب الله أهل تناصر
أقول ودمع العين يهمي بعبرة
على الخد مني مثل تسكاب ماطر
وفي القلب نار الحزن تذكي ضرامها
لواهبها أورث أليم السعائر
أرقت وما لي في الدجى من مسامر
يرى فيض دمعي والنجوم الزواهر
أروم لنفس في دجى اللي راحة
وكيف ونومي لا يلم بخاطر
ألا ذهب الحبر المحبب في الورى
مجدد أصل الدين غيظ المناظر
مضيف من يصده يلق بشاشة
وبشراًوجوداً في الليالي العسائر
به الجود طبع لا يفارق كفه
ومن طبعه حسن الوثوق بقادر
له سبق في غايات مجد وسؤدد
وعلم وإنصاف وعفة صابر
وحلم عن الجاني وصدق مودة
وإرشاد ذي جهل وقمع مقامر
ورأي سديد يستضاء بنوره
لدى الحاونات المنصعات البوادر
أبي وخذ ما شئت من لين جانب
لدى الصحب والإخوان أو ذي أطاهر
ولكنه ليث عليه مهابة
ولاسيما عند الغواة الغوادر
وكم من مزايا لا يطاق عدادها
وليس بمحصيها يراع لحاصر
وليس بمحتاج إلى مدح نادب
شمائله مشهورة في العشائر
ولكن لنا بعض التسلي بذكرها
وحق بأن يرثي له كل شاعر
وما مات إلا بانقضاء لمدة
من الأجل المحدود في علم قاهر
فلا جزع مما قضى الله ربنا
وقد منح المولى متوبة ظابر