إلى الله في كشف المهمات نرغب
ونسأله الفضل العظيم ونطلب
فذو العرش أولى بالجميل ولطفه
وآلاؤه الحسنى بها تنقلب
ليكشف عنا الهم والغم والأسى
فنحن على أوصابها نترقب
من الله إفراجاً ولطفاً ورحمة
فلولاه ما كنت عن الإلف نذهب
ولا عن رياض المجد والدين والهدى
إلى بلد فيها من الكفر أضرب
ولكننا نرجو رضاه وعفوه
وإحسانه والله بالخير أقرب
ولولا رجاء الله جل ثناؤه
لما كنت للبحرين في الفلك أركب
وقد صابنا من خوفه وركوبه
غموم وأهمام عضال وأكرب
إلى أن وصلنا دختراً ذاد راية
ومعرفة في الطب والحذق منجب
فقرب أهوالاً لدينا مخونة
وكرخانة من نارها تتلهب
وأشياء لا ندري بها غير أنها
يحار بها العقل السليم ويعجب
فغسل من اجفاننا قبل ضربها
بادوية شتى بها يتقلب
فميل يسر العين مني بميله
وميل من عثمان من كان يصحب
كمثيل وإرجأنا ليال قليلة
لينتظر البرء الذي هو يطلب
وأبصرت من كف الحكيم أناملاً
يحركها من بعد أن كان يضرب
وعثمان بعد الضرب وجهه
وكفاً له يسمو بها ويصوب
وقد جاء هذا بأشياء لم يكن
ليفعلها من كان للقدح ينسب
فشد على العينين منا خرقة
لتسعة أيام تشد وتعصب
وألزمنا أن لا نزيل عصائباً
إلى أن يجيء الوقت ذاك المرتب
وما كان هذا فعل من كان قد اتى
إلى أرضنا من حجزه يتطبب
ولا كان هذا شأنه وصنيعه
ولا كان هذا حاله حين يضرب
فهاذ الذي قد كان من بعض شأنه
علي إنما نخفيه من ذاك أعجب
وأما الذي قد كان من شأن خالد
فأمر وروى ما كانت النفس تحسب
رأى منه صبراً في حدوثه سنة
وقد كان منه دائماً يتعجب
فقص الذي من عينه قد أشانها
وأصلح ما يؤذيه منها ويتعب
وما خاف لما رأى منه ما دهى
ولا كان من أهواله يتهيب
فقلنا له هذا سلالة ماجد
ونسل ملوكٍ لا تخاف وترهب
غطارفة شوس مساعير في الوغى
مداعيس في الهيجا إذا هي تنشب
وقد أن عبد الله في حال ضربه
لأعيننا من خيفة يترقب
فغسل جفن العين منه وشقها
بمقراضه والعين تهمي وتسكب
دماً بدموع وهو في ذاك كله
له مستكين خاضع يتقلب
وخيط ما قد شقه وأصاره
إلى حلة يرضى بها المتطبب
وها نحن في هم وغم وكربت
من القدح اليماني وإنا لنرغب
إلى الله في كشف المهمات كلها
وعاجل ما نرجو وما نتطلب
فيا من هو العالي على كل خلقه
على العرش ما شيء من الخلق يعزب
ولا ذرة أو حبة في سمائه
وفي أرضه عن علمه تتغيب
بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى
وألطافك اللاتي بها تتحبب
أنل ملكاً فاق الملوك وسادها
رضاك وبلغه الذي هو يطلب
وذاك هو الشهم الهمام الذي له
تضعضعت الملك بل منه ترهب
إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى
مذيق العدى كأس الردى حين ينكب
حليف العلى بحر الندى معدن الوفى
إمام به نار الوغى تتلهب
فيصلي العدى منها سعيراً ويسقهم
كؤوس الردى منها وفيها يكبكب
سعى جهده في برئنا من سقامنا
لدى دكتر ذي خبرة يتطبب
فما آل جهداً في تطلب برئنا
وما كان يرضى ربه ويقرب
فلا زال رضوان الإله يمده
بعز وإسعاف به يتقلب
ولا زال في عز أطيد مؤمل
يلاحظه الإقبال إيان يذهب
وأحسن ما يحلو الختام بذكره
صلاة وتسليم بها تتقرب
على السيد المعصوم والآل كلهم
وأصحابه ما لاح في الجو كوكب
وما حن رعد أو تألق بارق
وما انهل صوب ودقة يتحلب