سبحان من كون الأشياء تكوينا
من أمره بالقضايا نافذ فينا
أجرى بحكمته أمراً ونفذه
بأننا سوف ننائي عن محبينا
قضى وقد ربينا بيننا فلذا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
كم ذا يلوم سفاهاً حين نذكركم
من ليس يعنيه شوقاً كان يعنينا
قد بات سلماً بلاهم يؤرقه
لم يدر جهلاً وسلواً ما يقاسنا
يلحا مديباً أخو اللذات ذا حزن
لم يسل يوماً وحاشى أن يلسينا
عنكم مسل من الأقوام كلهمو
إذا نثموا أنجماً للناس تهدونا
والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا وفي القلب شوقاً لن ينسينا
لا تحسبوا النأي عنكم قد يغيرنا
أو نبغ عنكم بديلاً أو محبينا
لا والذي أنزل القرآن موعظةً
أمراً ونهياً وتذكيرا ً وتبيينا
لا ننسكم ما يينا أو نرى بدلاً
أنى يكون ونار البين تكوينا
والدمع يجري كصوبٍ بات منهمراً
أو كانحلال لئال حين يهوينا
أجراه ذكرى مب حين عن له
يشكو البعاد اشتياقاً ثم يبكينا
يشكو البعاد من الأحباب مدكراً
ما كان إذ ذاك من عهد المحبينا
لا يهتني بمنام بعدنا أبداً
والله يعلم أن البين مشجينا
يا رب يا رب فاجمع شملنا أبداً
إن طال ما لعين تهمي دمعها حينا
تبكي ليال مضت بالأنس إذ ذهبت
وغادرت صفو هذا العيش غسلينا
واهاً لها من ليال لو تعود فقد
قل العزاء وبات القلب محزونا
لكننا نرجو من ذي العرش رحمته
أن يبعث الله للتوحيد داعينا
وينشر العلم بعد الجهل إذ درست
منه الرسوم وغارت أنجم فينا
كانوا هداة لهذا الخلق ثم مضوا
فأظلم الكون واسترت أعادينا
كانوا نجوماً وكنا نهتدي بهمو
فبان من بينهم ثلم يعرينا
لا أوحش الله نجداً منكمو أبداً
إذا أنتمو فرع حبر أظهر الدنيا
وقام بالأمر من أبنائه خلف
لا زال فيكم تراثاً غير مقوينا
يا ليت شعر هل الأيام راجعة
بالأنس يوماً عسى الأيام تمنينا
فنلتقي بعد هذا البين في دعةٍ
والبين قد حل فيما بين قالينا
يا من عى البعد بالأفراح نادمني
قد جاء نظم إلينا منك يسلينا
نظم مفيد فريد في جلالته
قد راق حسناً وإيضاحاً وتبيينا
فاسمع هديت نظاماً حسب طاقتنا
يهدي إليك وقد تهدى نيأتيتا
ثم الصلاة مع التسليم ما هتفت
ورق الحمام على الأغصان يبكينا
يهدي إلى خير مبعوث وصحبته
وآله الغر من قد أظهروا الدينا