معالي الأمور الساميات المعالم
لأهل التقى والجود أهل المكارم
وبالحزم للأعدا وبالعزم في الوغى
تنال العلا بالمرهفات الصوارم
وكل معالي الخلتين أخذتها
ونلت ذراها في الخطوب العظائم
وقد فقت أبناء الملوك جميعهم
بجد وإقدام بكل الملاحم
يلاحظك الإسعاد أين تيممت
بنودك لا يثنيك لومات لائم
وما قصرت أعداك في الحزم والدهى
وتقليهم أفكارهم للمصادم
وقد جمعوا جيشاً لهاماً عرمرماً
وصالوا به واستنجدوا كل ظالم
ولكن دهاهم من دهائك فتكة
بفتيان صدق كالأسود الضراغم
وحسن رجاء الله فيما ترومه
بحزم وعزم والوفاء الملازم
وصدق وتدبير وحسن طويةٍ
حللت بها فوق السها والنعائم
ولاحظك الإقبال والعز فاستما
لك النصر والإسعاف بين العوالم
وحل بهم ما حل بالناس قبلهم
قديماً من الإدبار عند الملاحم
لأمر قضاه الله جل جلاله
وليس لأمرٍ حمه من مصادم
فسرت إليهم بالجيوش تقودها
لتفجأهم في غرة بالضياغم
لعمري لقد كانوا ليوثاً لدى الوغى
وليس لهم عند اللقا من مقاوم
أبدت بها حضراهمو فتمزقوا
أيادي سبا واستأصلت كل غاشم
وولت على الأعقاب حرب وما ارعوت
ولكنهم باءوا بشر الهزائم
وحالت على أبناء حائل وقعة
أبحت بها خضراهمو بالصوارم
وقد غودرا في فيضة السر جثما
طعام سباع والنسور الحوائم
ووالله ما من وقعة قبلها أتت
عليهم فقد باءوا بإحدى القواصم
وأخرى ستدهاهم بها في بلادهم
وتفجئهم فيها بأسدٍ ضياغم
يسومون في الهيجا نفوساً عزيزة
وترخص منهم في حضور المواسم
وتستأصل الأعدا بها وتسومهم
بها الخسف والإذلال سوم البهائم
بحول الذي فوق السموات عرشه
ويسعدك الإسعاف في كل ظالم
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤدداً
وحل على هام السها والنعائم
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها
بلوغ المنى من كل باغ وغاشم
هنيئاً لك العز المؤثل والعلا
هنيئاً هنيئاً فخرها في العوالم
فهذا هو الفتح الذي جل ذكره
وهذا هو العز الرفيع الدعائم
فلله من يوم عظيم عصبصب
يشيب النواصي هوله في الملاحم
فشكراً لمن أولاك عزاً ورفعة
ونصراً واسعاً على كل ظالم
فذي وقعة ما مثلها شاع ذكرها
ولا مثلها فيهم أتت بالعظائم
ولا قبلها كانت عليهم فجائع
ولا سامهم من قبلها ذل سائم
فلا زلت في عز أطيد مؤثل
وأعداك في خفض وذل ملازم
ولا زلت وطاء على هامة العدا
لك النقض والإبرام بين العوالم
ولا زلت كهفاً للعفات ومعقلاً
منيعاً منيفاً في الخطوب العظائم
وصل على خير الأنام محمد
وأصحابه والآل أهل المكارم
وأتباعه والتابعين لنهجهم
على سنة المعصوم صفوة آدم
طار الكراء وفاض الدمع وانسجما
من فادح حادث بالناس قد دهما
وثلمته فرجت في الدين وانثلمت
لا يستطيع امرءاً سداً لما انثلما
بعالم عام في بحر العلوم فلم
يترك لمنتقد قولا ولا كلما
وفاضل حمدت في الناس سيرته
بالحلم فاق على أقرانه فسما
قد أقفرت وخلت منه الربوع فيا
للعلم فابكوا دماً بل اخضلوا ديما
وابكوه وارثوه إن كنتم ذوي حزن
وذوي اكتئاب على فدح بكم دهما
لله در إمام زاهد ورع
وعالم بنعوت العلم قد وسما
ومن فقيه غدا من فقهه علماً
ومنهلاً سلسبيلاً مفعما حكما
قد زانه الله بالتقوى وسربله
وخصه الله من وحييه فاعتصما
أعني بذلك من طابت أرومته
بقية العلماء السادة القدما
ذاك ابن سلطان من شاعت فضائله
محمداً من بفضل العلم قد وسما
إني لأرجو له فوزاً ومغفرة
ومنزلاً بجوار الله منتعما
فالله يعليه من فردوسه درجاً
والله يجزيه رضوانه كرما
والله يجزيه من حبر برحمته
وفضله خير ما يجزي به العلما
حبر تقضت به الأيام وانصرمت
حتى اغتدى رمس بالثرى أرما
لما نعى موته الناعون أن به
ريب المنون أناخ الرحل فاخترما
طاشت حلوم ذوي الألباب وانصدعت
منا القلوب لهذا الخطب إذ عظما
وضافنا بعده هم فأرقنا
وليس عما قضاه الله منهزما
إني وقد أظلمت كل البلاد وقد
عم البلاء فأبد القلب مالتما
وفاض في الناس هذا الجهل واندرست
معالم العلم حتى غاض وانصرما
من فقد كل إمام جهبذ ثقة
قد اعتنى بحماء الشرع فانتضما
كالفاضل الثقة الموهوب تكرمة
فضلاً على الناس بالعلم الذي علما
يكنى أبا حسن من طاب محتده
من كان للفضلا في علمهم علما
ونجله الفرد سارت فضائله
مسير ذا الشمس في الأقطار حين سما
من رام شأو العلا حتى علاه وقد
أعيت مناقبه نثراً ومنتظما
فأظلمت بعدهم أجراؤه وعفت
واستحكم الجهل في الأقطار حين طما
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
أزكى البرية بل أزكاهمو ذمما
والآل والصحب ما هب النسيم وما
طار الكراء وفاض الدمع وانسجما