يا راكباً من رياض المجد مرتحلا
عجلان منتجعاً ذا العفة السامي
إلى المكارم من دين ومكرمة
محامياً لحما الإخوان عن ذام
لله لا لهوى يدعوه أو طمع
أكرم به من محب صادق حام
ولم يزل باذلاً للجد مجتهداً
في قمع كل لئيم خانع رام
يروم خرق سياج الدين منتصراً
للمشركين بتزوير وإهام
وقد دهانا مصاباً من أخي ثقة
وقد رثاه فاعلاً مجده السام
لفقده لأمور كان يأملها
ديناً ودنيا وتبجيلاً بإكرام
للوافدين وللإخوان أجمعهم
وللمحاويج من كل أرحام
وكان مما دهانا من مصائبه
مما نؤمل من جود وإنعام
فوات عزم على موعوده وعلى
طبع الصواعق ردى بهت أقوام
فهل ترى يا أخي من بعده أحداً
يروم ما رامه في الخير أو حام
إني لأرجو إلهي أن يعوضنا
من آله الغر ذي عزم وإقدام
وفي بنى الشيخ أعني قاسماً درر
غر ميامين من سادات حكام
هم أهل مجد ونور يستضاء به
في الدين بل هم لعمري أهل إنعام
أنصار دين الهدى في كل معضلة
كهف العفاة وأرحام وأيتام
وقد أتاني نظام منك تطلبني
فيه الجواب ولم آلو بإكرام
لكنما الخل قد أبدى محاسنه
وقد رثاه فلم يترك لنظام
من الرثا مقالاً في مدائحه
أو من مآثر إحسان وإنعام
لكن أجيبك إكراماً وتسليةً
فيما أصابك من غم وأسقام
فهاك نظماً فريداً في محاسنه
نزراً يسيراً يسلي بعض أيام
يا عين جودي بدمع هامع هام
على الأغر الأبي الفاضل السام
لا تسأمي أن تريقي الدمع عن كثب
على الدوام بدمع منك سجام
على الوفى الصفى اللوذعى ومن
بالدين يسمو عن الأدناس والذام
أخي المكارم عبد الله من حسنت
في المسلمين له آثار إنعام
لله في ألمعي فاضل ورع
مهذب أريحي ذي تقى سام
أبكيه لما أتانا نعيه حزناً
يا لهف نفسي على ذي العفة الحام
حامي الذمار إذا ما أزمة أزمت
لله درك من حام ومقدام
يا لهف نفسي على كل من كان همته
في الدين سامية عن زهو أوهام
مجاهداً جاهد فيما يقربه
من الإله بإخلاص وإعظام
وبذل جود وإحسان ومكرمة
قد كان ذلك منه منذ أعوام
يغار لله أن تؤتي محارمه
لا يخش في ذاك من لومات لوام
يحب في الله أهل الدين مرتجياً
فضلاً من الله من جود وإكرام
وإن عرى الدين ثلم قام منتصراً
في قمع مجد فيه أو حام
حوى المكارم عن جد أخي ثقة
وعن مكارم أخوال وأعمام
ما كان في قطر من فضل منقبة
إلا وقاسم فيها القادم السام
حامى على الدين حتى اعتز جانبه
لله درك من حام لإسلام
يا لهف نفسي ووا حزني ووا أسفاً
على الزكي الرضي المنهل الطام
مضى شهيداً وحيداً في مكارمه
لله درك من حام وضرغام
لما أتاه الأعادي قاصدين له
لم يثنه الخصم عن ورد وإقدام
ولا استكان لدى الأوباش عن دهق
منهم هنالك عن ذل وإحجام
لكن رماهم فأودى من رماه فقد
لاقى المنون ولاقى ضرب مقدام
فليبكه كل ذي دين ومكرمة
على الدوام بدمع هامع هام
إذ كان ذا طاعة لله مجتهداً
براً وصولاً لأيتام وأرحام
وكان ذا عفة عن كل مظلمة
وكل فاحشة تدعو لآثام
مصاحباً لذوي التقوى ويألفهم
مجانباً لذوي الآثام والذام
فقل لقاتله بغياً وعن أشر
لازلت ما عشت في ذل وإسقام
لازلت إن مت في مسجور لاظية
من السعير وفي محموها للحام