تأجج الوجد في الأحشا واضطربا
وانضب الهم والأحزان ما كلما
بالله هل للضنى ملتئم
فالدمع للبين منكم قد رمى وهما
او للثنائي عن الأحباب منصرم
والحزن للقلب بالأوصاب قد دهما
إن الرجا روح الأرواح فابتهجت
فانزاح عنها من الأحزان ما هجما
ثم ارعوت هذه الأحزان فاستعرت
وأضرمت بعد في الحشا مضطرما
وذاك في النثر المنظوم إذ وعدا
بالارتحال وبالرجعى كما زعما
وبلبل البال بعد الابتهاج نوى
من بهو يالٍ إلى مصي فكم كلما
وكم أراق من الأجفان من ديم
لولا الرجا اخضلت بعد الدموع دما
فالآن في وهج الأحزان ملتهباً
من كان في بهج الراح منتظما
والآن في وصف الأتراح منجدلاً
من كان من طرب الأفراح مبتسما
والوجد في مهج الأحباب مقتد
لو كان ذاك بقلب الأخ لا انكلما
لكنه لم يكن في قلبه وهج
من شطة البين فالمحبوب قد وهما
فالوجد يولع من في قلبه وله
والشوق يزعج قلباً بالغرام نما