ألا يا راكباً قف لي فواقا
هداك الله واستمع الكلاما
وخذ من فيضه نزراً قليلاً
فقد أورى بأحشائي ضراما
وأبلغ يا أخي سعداً جهاراً
تحيات مباركة جساما
يضوع أريجها نداً ومسكاً
وأبلغ بعده عمراً سلاما
سلاماً سالماً من كل عيب
ومن وصم وحاشا أن يلاما
ومن بعد السلام فإن قلبي
به الأحزان تضطرم اضطراما
وقد طال الزمان وليت شعري
أهل تدرون ما َأضرى وساما
ولو تدرون ما أبديتمو لي
عتاباً بالملامة أو كلاما
فلو أن القلوب بها حياة
لفاض الدمع وانسجم انسجاما
ومع تلك الكوارث ما غفلنا
ولا كنا أحبتنا نياما
ولم نهجركمو أبداً ولكن
كتبنا في الطروس لكم سلاما
وأحوالا وأهوالا عضالا
وأخباراً وأحداثاً عظاما
ولما يأتنا منكم جواب
به ترك الجواب يكون ذاما
فمهلاً يا أحبتنا فإنا
بذاك العهد لم نخفر ذماما
ولم يخفوكموا يا أهل ودي
ولن نبغي لمهيعهٍ مراما
ولن أنساكمو ما عشت حتى
يؤب القارضان ولن ألاما
وإني ما أقام عسيب يوماً
أقيم ودادكم مهما أقاما
وإني لا أخيس بعهد خلٍ
وفي لا يخيس به وداما
وأرعى حق من يرعى حقوقي
وأغضي عن جنايته احتشاما
فقولوا ما بدا لكمو فإني
أرى أن لا جناح ولا ملاما