متنا قليلاً
عندما مالَ الغبيطُ بنا
تناوبنا على شدِّ اللجام
وأوشكتْ يدُنا تعانقُ أختَها
طالَ الندى جُرحاً مكانَ السيفِ
وانْهرْنا ثلاثتُنا
جرحٌ وجارحة وأطلالُ الجريح
بقيةُ الباقي من العشاق
لو طاحَ الغبيطُ بنا قليلاً
لم نَمُتْ
كنا تداركنا الوسيطَ من المَلام
لكي ننام
ومِلْئنا شَوقٌ إلى جُرحٍ جديدْ
حتى إذا مِتنا قليلاً
سوف ترثينا طيورٌ غيرُ مكترثات
بالشكوى
وما ينتابنا ندماً
طيورٌ راحلاتٌ
غيرُ عابئةٍ
كما الشكُّ الطفيفُ.
لنا الجراحُ قرينةٌ
إنْ تعجزَ الرؤيا
عن الركبِ المتوجِ بالنساء
وهنَّ زينتُنا
إذا مالَ الغبيطُ بنا.
لحظة الغيتار
موسيقاكَ تَصْخَبُ
هل بكتْ أغنيةٌ في كاحليكَ
ولحظةُ الغيتارِ فوقَ الساقِ
سحليةٌ تَمُرُّ وتشحذُ الإيقاعَ
فِضَّتُكَ التي في الكأسِ طائشةٌ
ومن النعاس إلى النحاس
صَبيَّة في الورد
تاهتْ بالفتى الريفيّ
فاندفعا إلى الرقص الشهيِّ
وموجةُ الإيقاعِ ترفعُ ذيلَ فستانِ الفتاةِ
فلا نجاةَ في خِضَمِ الموجِ
هذي رقصةُ النيران في بردِ الخريف
وهذه أخدوعةُ الغيتار
لحظةَ يختفي في الساق
فلاحونَ محترفونَ
مالَ النهرُ في بيت الحريق
ليغرق الفتيان في رقصٍ جنونيٍّ
لئلا يسقطَ الإيقاع.