يرى الأعمى بأحلامِه
التفتح في وردةٍ
في غيومٍ وفي دفاترَ
لأقدامه شرايينُ تُبصِرُ
وعيناهُ غصونٌ
وله كتابةُ الحُلُمِ وهو ينمو
بلا عَصاة ٍ ولا قيادٍ
يتقرّى بأصابع الروحِ مواقعَ أيامِه
يجذبُه خيطٌ من العذاب
يَعرفُ الأطفالَ في النحيب
والجموعُ تَجوعُ لكسرةِ الشمس
يَلمسُ في الأرض وجعاً
يرى إلى التاريخ يعَبَثُ
ويهوي في مأتمٍ
في جنائز
يرى كأنه ينظرُ
يرى وفي يديه القيودُ والسلاسلُ
لكنه يرى
لديه من الضوءِ شَعاعٌ
يُحمْلقُ في ساعةِ العمر
فتندلقُ الأحداقُ في خديه
لفرط الرغبة.
أعمى
أحلامِه في تشنُّجِ الليل
في الباقي من الشمس في مقلتيه
يرى مثلما يرى الله شعباً يتيه
فيهديه
يرى الناسَ في الموت
مثل الحياة
شعبٌ في شباكٍ من الشكِّ،
في طبيعة العِلْمِ
شعبٌ في غيمٍ وفي مرايا،
مثلما شهوةُ العَمَل.