يا سفر الإنسان المقهور
دعني أكتب حرفا أحمر
يزرع فيه حزنا اخضر
يثمر أفراحا من بلور
دعني أحفر فيك الخندق
لتطل علينا أغنيه
ترقص في ثوب الجنية
رقصا كالطوفان الأزرق
قل لي يا شيئا يجهلني
هل تعرف ما معنى الإنسان
يعيش بلا طير يصدح
هل تعرف ما معنى الإنسان
يعيش العرس ولا يفرح
من غير سماء تعرفه
مجهول القصة والعنوان
يا سفرا للزمن الآتي
سجل تاريخ محبتنا
للأرض وللحرف الفاعل
للحبر الأحمر نسكبه
نهرا في البحر المتفائل
سجل قمرا
سجل طفلا
سجل غصنا ينبت من أحداق مقاتل.
يا سفر الإنسان الواقف
الجذوة في النبض القادم
الثورة في القلب المدحور
العودة في الجرح النازف
مرحـى لك يا سيفي المكسور
كقلب العذراء المهدور
ما جف الحب على الأوراق
رسائلنا
ما زالت نهرا من أقمار وما يبست في الليل دماء مي الإحداق
الحب الغاضب في الشريان تقول النار
يا سفرا للجيل الآتي
سجل ما يمليه الإنسان
أكتب، أكتب بدم الأحزان
النور يقول
الأرض تقول
الكف تقول
تموت هنا الريح العاقر
ومخاض في قلب التربة
في عيني الدمعة والحبة
تأتي من مليون مسافر
نحو الشمس الطفلة تأتي
عبر الدرب الأخضر تأتي
تأتي كالبركان الهادر
يا سفر الإنسان الصابر
هل تشعر ما يحدث في الطين
حين يهان، يجن، ويقتل
يحرق في قلب التنور
وبعد سنين
تزرع في أعماق الطين
نار من آثار النور
تصحـو، تلمع
تبرق كالأفكار .. تثور
هل تعرف يا سفر الإنسان
ما معنى أن يهوي إنسان
الرملة في عين تدمع
في أرض كالجرح الأحمر
في حب كالطير الأخضر
في القلب حروف طينيه
تفرح بالدمع ولا تبكي
تركض في شباك بلادي
لعيون الشمس على الشوك
حرف كالشوق بقريتنا
لربيع يطلع فبه النور
يا مطرا يعشق نخلتنا
يا فرحة قلب لم تكتب
في سفر الإنسان المقهور
دعني أكتب حرفا واحدا
حرفا شاهدا حرفا راقصا حرفا.. و أموت
يونيو 67