رؤية الاستقرار طريق الأسود لتحقيق المكاسب والإبهار
بغداد/ إياد الصالحي
أكد الخبير الكروي والمحاضر الآسيوي الدكتور كاظم الربيعي أن الكرة العراقية تفتقد الى رؤية الاستقرار السائد في كل دول العالم لتجهيز المنتخب للمهمات بإجراء تعديلات بسيطة لتعويض لاعب مصاب أو تعزيز أحد الخطوط، بينما منتخبنا يعاني غيابات بالجملة وعدم تأمين المحترفين قبل أية بطولة بسبب غياب تلك الرؤية.
وقال الربيعي في حديث لـ (المدى):"إن نقص اللاعبين الأساس ووجود مشكلة التحرّي عن قيود لاعبين مهمين في المنتخب والدوري لأكثر من 70 اسماً، كل هذه الأمور تولّد ضغطاً نفسياً على المدرب كاتانيتش، وهو حائر من سيسافر معه من سيُلقى القبض عليه في المطار، هذا يمثل تشتيتاً لذهنيته، علاوة على مبلغ التعاقد هل تم توفيره كاملاً، وإذا لم يُجدَد العقد من هو البديل؟ المفروض أن يتم تمديد عقده في شهر آب المقبل كي يرتاح، مثلما حصل مع مدرب القوة الجوية أيوب اوديشو الذي جدّدت إدارة النادي عقده للموسم المقبل قبل إنتهاء الدوري الحالي".
وأضاف: "كلنا يتذكر كيف أن الإعلام والمواقع تحدّثتْ عن تغيير المدرب الألماني سيدكا عام 2011 على هامش قيادته المنتخب في كأس آسيا بالدوحة، وما انعكس نفسياً على اللاعبين والمنتخب بشكل كامل أدى الى إنهياره، يجب أن نبعد المدرب كاتانيتش عن هذه الهواجس، الرجل لديه الرؤية الكاملة عن المنتخب من خلال بطولتي (الرباعية الدولية في السعودية وكأس آسيا في الإمارات) لكن يحتاج أن نعينه في غرب آسيا ونذلل له غياب لاعبين بارزين مثل جيستين ميرام وأحمد ياسين ومهند علي وعلي عدنان وأيمن حسين وعلي فائز وحسين علي وغيرهم، واعتقد سيعتمد على لاعبي الدوري المرهقين نتيجة استمرار الدوري حتى نهاية تموز الحالي وبعدها ندخل مباشرة في بطولة غرب آسيا".
وأوضح :" من الخطأ الكبير أن لا يُعيّن لكاتانيتش مدرب مساعد جيد للطوارئ، وليس مدرب شاب يسعى للتعلّم، هذه الحالة لا توجد في كل منتخبات العالم، وشخصياً عملت مع سيدكا وكنت امتلك الجاهزية كمدرب أول، وبالفعل انيطت بي المهمة مع إقالته وعملت لمدة شهر ولعبنا مباراتين تجريبيتين أمام قطر وأوغندا آب عام 2011 استعداداً لتصفيات كأس العالم عام 2014 قبل أن يتسلم المهمة المدرب البرازيلي زيكو الذي أثنى على عمل سلفه".
هدف كاتانيتش
وأشار الربيعي الى أنه:" برغم خروجنا أمام منتخب قطر من كأس آسيا الذي توّج بها وكنا أفضل منه في تلك المباراة، كان كاتانيتش يركز على مسألة تثبيت وجوده في مهمته أكثر من أي هدف آخر، وكان تطوّر المنتخب بشكل تدريجي معه، ويفترض أن يستمر معه لتعزيز الاستقرار، فالتغيير يضع الأسود في خانة حرجة مع تجريب مدرب جديد، لهذا أجد أن توفير الأمور اللوجستية لكاتانيتش للمرحلة المقبلة يؤسّس للثبات في تصفيات كأس العالم 2022 للمضي بجولاتها بنجاح، شريطة تعيين مستشار فني جيد أو مدرب مساعد متمكّن يسنده ولا يتحيّن الفرصة لأخذ مكانه حال تعرضه لنتيجة قاسية في مباراة ما".
تنسيق مع الخماسية
وأكد المحاضر الآسيوي :"ضرورة تنسيق اتحاد الكرة مع اللجنة الخماسية صاحبة المسؤولية في إدارة شؤون الرياضة لغرض تأمين مبلغ عقد كاتانيتش بدلاً من ترك الموضوع معلّقاً بانتظار تهيئة المبلغ، فوزير الرياضة د.أحمد رياض متفهّم لظروف المنتخب وأهمية تحضيره الى تصفيات كأس العالم، أمّا تخوف البعض من سقوط كاتانيتش في التصفيات بنتائج وخيمة تضطر الاتحاد لإقالته وبالتالي دفعه الشرط الجزائي فهنا يجب إيجاد صيغة اتفاق جديد للسنة الثانية تضمن عدم وقوع الاتحاد في خطأ يكلف الميزانية العامة خسارة باهظة، مع العلم لا يوجد مدرب يقبل إنهاء عقده بالتراضي إلا إذا كان ضعيفاً وعديم الشخصية ويبحث عن اضافة سمعة الى سيرته الذاتية ليكسب بها مصلحة مستقبلاً بغض النظر عن فشله في التجربة".
فرصة حمد
وبخصوص ما تناولته بعض وسائل الإعلام من إمكانية عودة المدرب عدنان حمد لقيادة الأسود، قال الربيعي: "ليس بصالح حمد العمل مع المنتخب الوطني الحالي وفقاً للظروف الراهنة التي اختلفت كلياً عن السابق يوم كان حمد يتمتع بمساندة كبيرة على مستوى الاتحاد والمدربين المساعدين وحتى نوعية اللاعبين الذين درّبهم، فالجيل الحالي يختلف عن جيل 2004 الذي استمر معه حتى 2008 ، فضلاً عن مواقف الإعلام ومواقع الفيسبوك وتويتر التي لا تتورّع من التشهير به وتسقيطه الأمر الذي يُعقّد فرص نجاحه مع أنه مدرب جيد ومحلل كفء في قناة بي إن سبورت القطرية".
مواهب الرديف
وعن مدى إمكانية الاستفادة من مواهب الدوري لدعم المنتخبات الوطنية، أوضح :"هناك مواهب عديدة في الدوري المحلي، والمفرح إن منافسات الدور المؤهل للدوري الممتاز حافلة بالمستويات الفنية المتقدّمة مثلما شاهدت مباراة فريقي سوق الشيوخ والكوفة الاثنين الماضي التي ضيّفها ملعب نادي الكرخ وانتهت بفوز الأول بهدف واحد، حيث يضم فريق سوق الشيوخ لاعبين مهاريين بأعمار يمكن الاستفادة منهم للمنتخب الأولمبي، ويمكن تشكيل منتخب رديف يتولى مسؤوليته مدرب معروف يحضر لنا عدداً غير قليل من اللاعبين الجاهزين للمنتخب الأول لشغل مراكز مهمة فيه".
وبشأن تدقيق مواليد أكثر من 70 لاعباً من قبل هيئة النزاهة وتأثيره على سمعة الكرة خارجياً، قال :" أمر خاطئ أن يتم التشهير باسماء لاعبين تجاوزاً مرحلة اللعب في الفئات العمرية واصبحوا يمثلون فرقاً متقدّمة في الدوري، وبالتالي انتفت الحاجة لوضعهم تحت الخط الأحمر إلا إذا كان الغرض التسقيط والإساءة وتشويه سمعة الكرة العراقية أمام العالم في ظرف دقيق وحرج، وكان بالإمكان مناقشة البيانات الخاصة بهم بعيداً عن التراشق الإعلامي".
شبهات التزوير
واستدرك:" لدينا الآن عمل صحيح يدعونا للتفاءل بمستقبل قاعدة الكرة وينأى عن المدرب شبهات التزوير، فالمدرب عماد محمد مثلاً عمل مع الناشئين باختيارات صحيحة وعندما خسر مؤخراً لم يوجّه له النقد الجارح أو يُهاجم ويُقلل من كفاءته لأنه اجتهد وهيّأ لاعبين صغار باعمار سليمة يمكن أن نصبر عليهم، بعكس اللاعبين المشتبه بهم في قائمة الـ 70 فهم المترسَّب من العمل السلبي لبعض المدربين الذين حققوا نتائج وهمية بقبولهم لاعبين بأعمار غير صحيحة وكتبوا لانفسهم (CV) تدريبي مشبوّه في ضوء بطولات ظلّت محط شك لدى جميع المراقبين".
تحوّلات إيجابية
وأختتم د.كاظم الربيعي حديثه:" إن كرتنا اليوم تشهد تحوّلات إيجابية على صعيد قوة المنافسة في الدوري والقمم الكروية المشهودة هذا الموسم، فضلاً عن خيارات بعض اللاعبين في التوجّه الى محطات الاحتراف المناسبة مثل لاعب الشرطة مهند علي الذي حسم أمره مع الدحيل القطري بعقد مناسب، وأتوقع له النجاح الباهر كون الدوري القطري يوفّر مساحات مفتوحة للمهاجم المحترف ليسجل ويكسب النتيجة، وسيكون لميمي شأن كبير في موسم دوري النجوم ويخطف أضواءه، ولا ننسى تكاتف مدربي الفئات العمرية من أجل تحقيق شروط السلامة في استقطاب اللاعبين حسب ضوابط اتحادي الفيفا والآسيوي".