هادي جلو مرعي
بقرار ومن دونه يمكن أن يتم بالفعل التوقف عن محاربة الفساد، ولنقل: إنه بالفعل قد تم ذلك،
ومايجري هو عبارة عن تصريحات خرقاء لاقيمة لها تظهر أبطال محاربة الفساد على الشاشات والصحف والإذاعات ووكالات الأنباء والتجمعات الإنتخابية والمنتديات وكروبات الواتساب،
وسواها من قنوات إتصال وتواصل، وصار لدينا أبطال في محاربة الفساد وهميين مثل أبطال السينما والمسرح والدراما وابطال الرياضة ونجوم الغناء.
هولاء الأبطال جاهزون لتوزيع الحكايات والبطولات الوهمية، ونشر الأخبار عن أمجادهم الشخصية،
بينما لم يتحقق على الأرض شيء من نوايا محاربة الفساد، ونوايا كشف الفساد، ونوايا محاسبة المفسدين والفاسدين سواء من زعاطيط الفساد،
أو من كبارهم، وتبقى الأمور رهن المهاترات والشتائم المتبادلة بين الأطراف السياسية وأصحاب المناصب ومتصنعي البطولات التاريخية في عالم محاربة الفساد.
المصيبة التي لم أر كمثلها مصيبة تتمثل بوجود جيش من محاربي الفساد الذين لايقهرون،
وهم في الحقيقة من عتاة المفسدين، ولفرط فسادهم وخبرتهم وتمكنهم من أدواتهم المفسدية أصبحوا قادرين على إقناع فئات من الجمهور بصدقهم،
وصار لهم مؤيدون وممجدون يظهرون بطولاتهم على الكيبورد والهاتف النقال وبسرعة أثارت إهتمام الذي عنده علم من الكتاب،
والذي قال لسليمان حين طلب عرش بلقيس: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك.
لا والأدهى والأخزى والأنكى والأبكى إن هناك من يمارس الفساد وبعلم كثر من العارفين والمغلسين،
ويقبض( مالاته) وهو في ذات الوقت يبكي دما على مستقبل الشعب والأمة والعراق العظيم الذي حوله هولاء من عظيم الى عظام وهي رميم..
رجاءا توقفوا عن محاربة الفساد.