بسم الله ؛ والحمد لله وصلى الله على محمد وآله ؛ واللعنة الدائمة على أعدائهم ومن تابعهم إلى قيام يوم الدين ؛ وبعد :
فحياة أصحاب الكساء حياته وبيوم مصرعه جميعاً صرعوا
يا رسول الله لو عاينتهم وهم ما بين قتل وسبى
أعظم الله أجر رسول الله وابنته فاطمة والوصي والمجتبى والأئمة النجباء وخاتمه أرواحنا له الفداء
في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي :
مصباح المتهجد الشيخ الطوسي : " وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : ( من زار قبر الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه) ، وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : ( من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لقي الله تعالى يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصة كربلاء ) ، وقال : من زار الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه ). وروى حريز عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : من زارالحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ يوم عاشوراء وجبت له الجنة ).
وفيه أيضاً : " شرح زيارة أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في يوم عاشوراء من قرب أو بعد
روى محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال : ( من زارالحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ في يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكيا لقي الله ـ عز وجل ـ يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة ، ثواب كل غزوة وحجة وعمرة كثواب من حج واعتمر وغزي مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة الراشدين . قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم قال : إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله ، وصلى من بعد ركعتين ، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ، ثم ليندب الحسين ـ عليه السلام ـ ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السلام وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله تعالى جميع ذلك ، قلت : جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم ؟ قال : أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك . قلت : فكيف يعزي بعضنا بعضا ؟ قال : تقولون : أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد ـ عليهم السلام ـ . وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل ؛ فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن ، فإن قضيت لم يبارك ولم ير فيها رشدا ، ولا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئا ، فمن ادخر في ذلك اليوم شيئا لم يبارك له فيما ادخره ولم يبارك له في أهله . فإذا فعلوا ذلك كتب الله تعالى لهم ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة كلها مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، وكان له أجر وثواب مصيبة كل نبي ورسول ووصي وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة ).
قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمد الحضرمي قلت لأبي جعفر ـ عليه السلام ـ : علمني دعاء أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ودعاء أدعو به إذا لم أزه من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام 313 إليه . قال : فقال لي : يا علقمة ! إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام ؛ فقل بعد ـ الإيماء إليه من بعد التكبير ـ هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زواره من الملائكة ، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة ، وكنت كمن استشهد مع الحسين ـ عليه السلام ـ حتى تشاركهم في درجاتهم ولا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه ، وكتب لك ثواب زيارة كل نبي وكل رسول وزيارة كل من زار الحسين ـ عليه السلام ـ منذ يوم قتل عليه السلام وعلى أهل بيته ).
الزيارة : ( السلام عليك يا أبا عبد الله ! السلام عليك يا ابن رسول الله ! السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره والوتر الموتور ، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ؛ يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات ، فلعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها ، ولعن الله أمة قتلتكم ، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم . يا أبا عبد الله ؛ إني سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة ، ولعن الله آل زياد وآل مروان ، ولعن الله بني أمية قاطبة ، ولعن الله ابن مرجانة ، ولعن الله عمر بن سعد ، ولعن الله شمراً ، ولعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك بأبي أنت وأمي لقد عظم مصابي بك ؛ فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني أن يرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله .
اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين ـ عليه السلام ـ في الدنيا والآخرة ، يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك ؛ بموالاتك وبالبراءة ممن أسس أساس ذلك وبني عليه بنيانه وجري في ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم ، برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم ، وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم ، إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم ، فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أولياءكم ورزقني البراءة من أعداءكم أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة ، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة ، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله ، وأن يرزقني طلب ثـركم مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم ، وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطى مصابا بمصيبته مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض .
اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة ، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد . اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية وابن آكلة الأكباد ؛اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك صلى الله عليه وآله في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك .
اللهم ! العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه . اللهم ! فضاعف عليهم اللعن والعذاب . اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالاة لنبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام .
ثم يقول مائة مرة : ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وتابعت وبايعت وتابعت على قتله ، اللهم العنهم جميعا ). يقول ذلك مائة مرة.
ثم يقول : ( السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك ، السلام على الحسين وعلي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين ). يقول ذلك مائة مرة .
ثم يقول : ( اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولاً ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، والرابع ،اللهم اللعن يزيد خامساً ، والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة ).
ثم تسجد ، وتقول : ( اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم ، الحمد لله على عظيم رزيتي ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود ، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين و أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام )