تفاسير للكتاب المقدس
لقد ظهرت في أعقاب التوراة تفاسير عديدة، تُعدّ ضمن النصوص اليهودية المقدسة. وتعود التفسيرات اليهودية الأولى إلى القرن الثاني ق.م.، حين حلّت الآرامية محل العبرية كلغة متداولة. ومع أن هذه التفاسير تُعرف بإسم "تارجوميم" (ترجمات)، فإنها تحمل صبغة تفسيرية وتشتمل على مقطوعات من التفسير ومن الأساطير. وتوجد تفاسير (تارجوميم) لجميع أسفار التوراة، ما عدا تلك التي تم تدوين الجزء الأكبر منها بالآرامية.
انتقلت تفاسير الحاخامين من عصر التلمود (أنظر فيما يلي) إلى يومنا هذا. وكانت الغاية منها، في كثير من الأحيان، التسهيل على الجمهور في القرون الوسطى، وبعد ذلك في العصر الحديث، في استيعاب نصوص الكتاب المقدس والتفاسير المتعلقة به. وتتناول التفسيرات نواحي مختلفة تتراوح بين النص الحرفي والمعنى الباطني، كما أنها تعلق أهمية بالغة على كافة التفاصيل المتعلقة بالنص المقدس سواء كان ذلك حذفاً أو ظاهرة نحوية غريبة، أو "خطأ في الكتابة"، أو حتى ظهور حرف ذي حجم مختلف. وقد تتولد مثل هذه الأمور عن كميات كبيرة من التفسيرات. ويعتبر الحاخام سليمان بن يتسحاق المعروف بـ "راشي" (1040-1105) أشهر المفسّرين للكتاب المقدس؛ وقد حاول ايجاد توازن بين التفسير الحرفي للنص والمواعظ الأخلاقية التقليدية للحاخامين.