إهدأْ قليلاً
وانتظرْ تلك الحشود تمرُّ ذاهبةً إلى الماضي
ودَعْها ،
دَعْ لها مستقبلاً ينساكَ
واهدأْ
ريثما يتذكر القتلى خريطتَهم.
حشودٌ تنتشي بالغيم
تهفو للدلالة
فانتظرها وهي تعبرُ
ربما تكبو كما جيشٍ وهاويةٍ
وتحتملُ الخسارةَ
فانتظرْ واهدأ قليلاً.
ساعةٌ في التيه أقسى من يـدٍ مبتورةٍ
لَمْلِمْ مساميرَ السفينةِ وانتظرْ
يأتيكَ موجٌ من تجاعيد البحار
ويجيئُ حشدٌ ضائعٌ،
أين السفينة
كلما أصغيتَ أجَّلْتَ المراثي
لستَ في حِلٍ من التأويل
لا المعنى يَـدُلُّكَ
لا انتهاكات المُغنِّي وهو يَجْرَحُ صوتَه
لا رفقةُ الحيتان
إهدأْ وانتظرْ
وأنظرْ سفينتَك الوحيدةَ وهي تغرق عند رأس البحر
في حِلٍ من التأويل
شعبٌ شاخصٌ في الغيم
لم يحسنْ قراءةَ موجِه
لم يبتكرْ سفراً بلا سُـفـنٍ
ولا يُحصي مساميرَ السفينة وهي تَصْدَأُ
فانتظرْ واهدأ قليلاً
ريثما يرتدُّ بدوُ البحر عن أخلاطِهم
يأتون مضطربي العناصر
منهكين
ضغائنٌ في لغوهِم
فاغفر لهم
وأهدأ طويلاً ….
ريثما يبكون. *