تتركُ كمانَها في ركن البيت
مستوحشاً ..
والقلب في رعشة الحب
تنسى القوس
تنسى درسها
تنسى سلالمَ الإيقاع
ولا تنسى جنة العائلة.

تَحضنُ طفلتَها متلعثمةً بفصاحةِ المعرفةِ
واختلاجِ المذعور
ثمة غابةٌ تعيث في المدينة
ثمة طفلة في المباغتة
في انبثاق الهلع من مسامٍّ غضَّةٍ
طفلةٌ - أكثر جزعاً من أوتار الكمان -
تَـكـنُّ طفلتَها بحضنٍ حانٍ
كَمنْ يحمي وردةً في عاصفة.

هذا هو الدرس .. قبل الموسيقى وبعدها
خوفٌ يحبسُ الطفلة في خشية الأم
ويزيح الكمانَ في العتمة.

طفلةُ في الموسيقى
أوتارُها أدنى من الصوت
وأقصى رهافةً من الصمت
تصغي مأخوذة ... مثلَ اكتشاف الحياة
فالخوفُ موسيقى أيضاً.

طفلةٌ تسهر في حضن طفولتِها
مشغولةً عن كمانِها
تروي حكاياتها عن شمسٍ في الحَبس
وتضعُ الحبَ في مكانه.

فيما الحزنُ في الناي
فيما الغموضُ في الغيم
فيما الغيابُ في السَفَر
فيما السؤال في الناس
فيما الكمانُ وحده
يصغي ويكفُّ عن النوم.
طفلةٌ وحدَها ،
في آخر الليل
تسمع كمانَها الوحيد ..
يعزفُ الحزنَ .. وحده . *