هادئٌ مثل إعصارٍ وشيكٍ
أجنحتُه كثيرةٌ والريحُ تَشُحُّ
لماذا كلما نَهَضَتْ لغةٌ
كلما بكتْ قُبرةٌ
كلما اكتملَ ليلٌ
يرى الأنخابَ المخبوءة
فتناله الرأفةُ بالزُجاج في الماء
ويوشِكَ على الحُلم.
نيرانه المكتومة تصقل الجمرَ في مواقع أقدامه
أقداحٌ تفيضُ وتشفُّ عن ولعٍ طائرٍ في صداقة الريح
خطواتُه في الرمز الرشيق
يبكي لئلا ينسى
يبكي لكي يوقظَ الحجرَ من سباته
يَعزفُ أو ينزفُ
تُصغي إليه غفلةُ الناس.
عريشته في الحزن ومقصورته في الفرح
كلما التفتَ له شخصٌ احتضنه بالتآويل
وذرائع الأمل
له ذؤآباتٌ تنير عتمةَ الكائن
تَصْعَدُ به شرفاتٍ وسلالمَ وأغنيات
لإيقاعِه شجنُ العذارى وشَغفُ الثواكل
وشكيمةُ الفَرَسِ الهائمة
يُصغي لطرائد الطبيعة في الفَرار والفوضى
يبتكر صناجاتٍ تمنح المعنى طاقة السَفر
ويسهر على ترويض الأعاصير
كلما صادفَ جُرحاً طَرَحَ عليه الصكوك والمواثيق
كلما بَكتْه امرأةٌ منهمكةٌ بصنيع المعادن
تخلله غيمٌ وخالجته شهوة المغامرين
موسيقاهُ كنزُهُ الوحيد وخسارَتُه النادرة
ميزانُ الذهب ساعته
وكرةُ اللَّهب بوصلته في سهرة الندم.
محتقنٌ بالدلالات
يغوي الخطأ لكي يُصيب. *