لبنٌ رَسَمْنا في صقيله الناصع أحلامَ أطفالِنا المأمولينَ في أعقاب عربة العماء عشية الموت الثالث.
غادَرَ بوعدٍ نسعى إليه على رُكَبِنا المكسورة والرُؤى الموشورة بالجنازير. نسعى لئلا يَقالُ أننا خَذَلْنا أسلافَنا ذَوي الصَدَارِي المغسولة بالزعفران الموغلة في الخسارة.
هذا عزاؤنا فيما تغادرنا أكثرُ المرايا صِدقاً وأقلُّها وَلَعاً بالتقاليد. فالأصدافُ العائدةُ من سَحْتِ المَحَارِ مثل أحداق الأحلام الجائعة، لا يتذكرها الآخرون ولا ينتبه لها الحشدُ الا حين تسقُطُ يقظةُ الشمس.
ساعتَها يَعْتُمُ علينا صقيلُ اللبن ويكادُ ينطفئ.
ساعتَها يَهْصُرُ الندمُ الباسلُ أفئدةَ الرجال في وحشةِ البحر ويوقظ غضبَ النساء المفقودات.
ساعتَها تُصبِحُ المَجرّةُ بِرمَّتِها في خُرْجِ الفارسِ
وهو يترجَّل ويهوي ..
فتقصُرُ الخسارةُ عن حالنا. *