وضعتْ الكلمةُ يدَها على رأسي وأخرجَتني من النوم
أيقظتني الكلمة وقالت اكتبني قلتُ كيف وأنا لا أعرف قالت اعرفْ أن تفعل، أن تكتبَ فالكلمة هي أن تكتبَ، والبدء فيها ومنها تنشأ حياتك وبها تصير
ارتعشت بي الأوصالُ والفرائصُ نهضتُ مشدوهاً كأن الغيم يخترقني وتنال مني حرائق الصهد وقفتُ إلى وردة أسألها كيف أكتبُ؟ قالت يا بُنيّ، لا تبلغُ الحلمَ إلا حين تكتب، ولا تكتب إلا إذا قرأت الكلمة، ولا تقرأ إلا بعد أن تعلم فمن توقظه الكلمة لا يعرف الغفلة أبداً الكلمة أول الكتابة وفاتحة الكلام
سألتها كيفَ، ومن أين لي أن أفعلَ ذلك
قالت أخرجْ من نومِكَ إلى حلمك، واذهبْ إلى الحيرة
كأن الحلم أطول من الليل كأن لم يكن ليلاً وأول عهدي بالحيرة عندما سمعتُ عنها من وردة، التي سهرت بي بقية الليل تحدثني عن جدي المرقش الذي عرف الكتابة هناك، فأدركتُ أن الحيرة مكانٌ يقصده أناس مختلفون لغايات كثيرة قالتْ إذهبْ إلى هناك وابحثْ عن البيت الذي عرف فيه المرقشُ القراءةَ والكتابةَ وستجدْ من تأخذ الدرسَ عنه
دَعْهُ يضعُ لك الكلمةَ في القلب