كنتُ في الحيرة. في حاناتِها
في القصيِّ الخفيِّ من الرمزِ. ممّا تأبّى على القتلِ
حيث الغيومُ التي امتزجتْ وانتهتْ في يدِ الله
خمراً وحبرا.
وكنتُ انتهيتُ إلى فهرسِ النزوات
نهاياتها هودجٌ يترنحُ
يأخذني
أتهجاه أهجو وأهتاجُ
كنتُ ابتدأتُ بعيداً، تقمصتُ ناياتها
حرسٌ حائرٌ. تقمَّصتُها
قال لي صمتُها:
«فلتكنْ يقظةً
إنهم يتبعونك يُحصُونَ أنخابَك الساهرةْ
نداماكَ بيضٌ، فلا تأمنْ السحرَ والساحرةْ»
كنتُ في الحيرة. في دَيرها.
أبحث عن جنة الشعر في خمرِها.
عن رؤاها المصانَة بالصمتِ.
في مهبطِ الطينِ والكاغد الحُرِّ.
في دهشةِ القصبِ المستهامِ بأحبارِها
بالكتابة ترفعني للسماء
قال لي:
«غيمةُ الله تحنو عليكَ
ولكنهم يبصرون. فأقوى من الغيم صوتك
يستعجلونك للموت،
فاسبقْ دم السيف في غدرهم».
فانتهيت
انحنيتُ على كتفِ أمي
وأدركتُ سِرَّ حكاياتها الحائرة.