كلما ضاعوا برملِ ملوكِهمْ رَدُّوا بعكسِ التِيه:
هل قالَ طرفةُ حزنَه المائيَّ
كنا مُسرعينَ. وكانَ جرحٌ. والغبارُ يضللُ الرؤيا
ونحن أمةٌ تَهذي. إذا كانَ السَرابُ يقودُها
هل قال طرفة عن يَدٍ في الليل
عن بحرٍ يَحِزُّ الكاحلينِ
عن المعادنِ وهي تطفو والخدائع تستميلُ الخيلَ
عن سيلِ الخرابِ
عن الكتابِ.
هل قالَ طرفةُ كل ذلكَ دونَ أن نصغي إليه؟

هذا الفتى الفتانُ
كان قرينةً
كانَ الأدلاءُ الذين يؤججونَ غيابَنا يهجُونه
ويَرُوْنَ في أخبارِه عن مَدْحِنا خَوفَ الملوك.
فيصقلونَ الماءَ في المرآة. نلتهم السَرابَ كأنه أسماؤنا الأخرى
وطرفة يطرق الأرجاءَ
كنا في العَدُوِّ ولا نرى غيرَ العَدُوَّ
كأننا شخصٌ سيقطعُ زِنْدَهُ
هل قالَ طرفة. لم نَعُد في كوكبٍ يجري
فقد شَطَّ الملوكُ بنا
وطرفةُ فاتـَنـا. عُدنا بعكس التيه.