انت يـا حُـلْماً بـعدَ يـأسٍ تـحققْ
أنتِ ليليْ وأنتِ شعريْ المعتّقْ
أنـتِ وشـمٌ فـيْ طلعةِ الفجرِ لمّا
أشـرقـتْ وجـنـتاكِ غــارَ فـأشرقْ
أنتِ أهزوجةُ العصافيرِ في تشرين
وأنــتِ الـندى إذا مـا تـرقرقْ
بــيـنَ جـفـنـيكِ نــورسٌ وسـمـاءٌ
وأصـــيــلٌ ومــــوجُ بــحــرٍ وزورقْ
وأنــا قــد أقـبـلت مـن بـعد دهـرٍ
مـزّقَ الـشوقُ فـي فؤاديْ ورتّقْ
فــي خـيـاليْ ذكــرى كـآثارِ فـجرٍ
عَـلِقتْ فـي ثوبِ الظلامِ الممزّقْ
حـبكِّ الـبحرُ .. ما أحيلى جنونيْ
لـو دعـانيْ هـذا الـجنونُ لأغـرقْ
أصـدقُ الـحبِّ لـيسَ يأتيْ بلحْظاتٍ
ولا أنْ تـرى الـجمالَ فـتعشقْ
إنـما الـحبُّ ما بدا بذرةً كالتوتِ
ثـمَّ اسـتوى وأرسىْ وأورقْ
طارق أبو مالك