الادب الحسيني
اذا ما اردنا الحديث عن الادب الذي كتب في الثورة الحسينية فاننا نتحدث عن ادب استطاع الاستطالة بنفسه ليكون ادبا مستقلا يعرف بالادب الحسيني ، وهذا اللون من الادب ( اي الادب الحسيني ) له خصائص ومميزات تميزه عن بقية ألوان الآداب ، كما تسجل عليه مجموعة من الملاحظات التي تطال واقعه الموضوعي .
فهو قد تميز بلونيه الاسود والاحمر ، الاسود طابع الحزن والمراثي التي غلبت عن اعمال من كتبوا في هذا المجال والاحمر هو طابع الثورة والحماسة الذي غلب على نفسية هؤلاء الكتاب حتى بولس سلامة وهو رجل مسيحي نرى الحماسة واضحة فيه في ملحمته الحسينية التي كتبها ضمن الملحمة الغديرية .
وقضية ان يطغى هذان اللونان على ادب الطف قضية طبيعية بحكم طبيعة الثورة الحسينية وواقعها الحزين والدموي .
إلا ان هناك مجموعة انتقادات وسلبيات تحسب على هذا الادب العريق الذي يمتد لمئات السنين ، ففي الجانب العاطفي على روحية الشعراء و الادباء الحسينيين، وجانب العاطفة رغم اهميته الكبرى في حفظ هذه الثورة عبر الاجيال الا ان هذا التركيز على مبادئ الثورة وقيمها العملاقة لم يحظ بمساحة جيدة في نتاجات هؤلاء الكتاب ، فضلا عن ان الجانب العاطفي يصل في بعض الاحيان الى المبالغة وعبور الخطوط الحمراء للشريعة الاسلامية
كذلك يؤخذ على الادب الحسيني افتقاره للتنويع فالشعر هو الغالب عليه فالجانب المسرحي يكاد يكون معدوما باستثناء ما كتبه المسرحي العراقي المبدع محمد علي الخفاجي في ( الحسين ثائرا ) و ( الحسين شهيدا ) ومحاولة عبد الرحمن الشرقاوي الرائعة ( الحسين ثائرا وشهيدا ) .
وفي مجال الرواية رواية ( الم ذلك الحسين ) للمبدع كمال السيد تقف كاليتيمة تنتظر اعمالا روائية اخرى تتناول قضية الطف .
خلاصة القول هو اننا بحاجة ماسة الى توسيع الادب الحسيني ليشمل الاعمال المسرحية والدرامية والفن التشكيلي والرواية والقصة وباقي فنون الادب ليكون ادبا يخاطب مختلف الشرائح الاجتماعية .