أقام بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، حفلا فنيا ساهرا في محافظة سيدي بوزيد بمناسبة زواج نجله حضره نحو 3500 مدعو بينهم قيادات سياسية ونقابية.
وقد عرف الحفل، الذي تكفلت شركة مختصة بتنظيم الخفلات بالسهر على ترتيبه، حضور الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، وعدد من أعضاء الأمانة العامة للاتحاد، بالإضافة إلى وجوه سياسية من بينهم رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة، ومرشح الرئاسيات السابق الصافي سعيد.
وقد نشرت صفحة boudinar weeding المعروفة بتنظيم الحفلات صورا أرفقتها بتعليق "لأول مرة في تونس حفل زواج في تونس يحضره 3500 شخص في سيدي بوزيد".
وشكر المباركي في تدوينة له اليوم نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من هنأه وحضر إلى حفل زواج نجله الوحيد.
وقال: "تحية شكر وتقدير لكل ما شاركني فرحتي بحفل زفاف ابني الوحيد وفلذة الكبد وجدي المباركي.... شكرا لكل من تكبد مشقة السفر وحضر وشاركني فرحة قرة عيني شكرا لكل الإخوة والأصدقاء من النقابيين والسياسيين والحقوقيين والمسؤولين وألف شكر لأهلي وأقاربي وأحبابي من أبناء سيدي بوزيد".
وأضاف: "شكرا لقوات الأمن وحماة الوطن الذين أمنوا وصول وخروج الضيوف والسهرة شاكرا لأبناء العم كل ما بذلوه من جهد لاستقبال ضيوفي"، وفق تعبيره.
وقد أثارت الصور المنشورة لحفل زواج نجل المباركي موجة من التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين مهنئ بالمناسبة ومنتقد لها.
فقد كتب القيادي في حزب "نداء تونس" برهان بسيس في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مهنئا للمباركي ومنتقدا للهجوم الذي تعرض له بسبب هذا الحفل.
وقل بسيس: "بوعلي المباركي شخص يحضر الأفراح والمآتم ولا يتخلف عن أي مناسبة في جهته، وهو يحظى باحترام كبير من عرشه أولاد عزيز، وهو من أكبر العروش بالولاية منتشر على ثلاث معتمديات، عرش متضامن جدا ولديه عادة اجتماعية أن هدية الزواج علوش (خروف) وعند رد الهدية يكون بمقدار ما قدمت".
وأضاف: "بوعلي المباركي من عائلة فلاحية على سفح جبل ريحانة من أكبر مربي الأغنام وكان هو وعائلته دائم الحضور في أفراح المنطقة والعرش بالتزام كامل بهذه العادات".
وذكر بسيس أن "أركان عرس عرش أولاد عزيز ثلاثة: الفروسية للرجال والضيوف في البداية لأن أغلبهم يهني ويغادر، والعشاء للجميع ويجب أن تقدم فيه أكلة المسلان للضيوف وهو معروف عند الجهات المتاخمة لسلسلة الجبال التي تربط أولاد عزيز".
ودعا بسيس، "الذين يريدون فهم الشأن العام، إلى فهم البلاد في عمقها الحقيقي قبل الشعارات الفارغة ثم بعد ذلك يصدرون الأحكام وينصبوا المحاكم الأخلاقية والسياسية لعباد الله"، وفق تعبيره.
لكن مدونين آخرين رأوا في الحفل، الذي قيل بأنه تم فيه ذبح أكثر من مائتي رأس غنم، مبالغة بالنظر إلى طبيعة العمل النضالي الذي يقوم به المباركي نفسه، وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعرفه تونس عامة، وسيدي بوزيد على وجه الخصوص.
وفي هذا الخصوص كتب الكاتب والإعلامي نورالدين غيلوفي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا: "وصلتني من سيدي بوزيد صُوَرٌ لحفل زفاف وَلَدِ القياديّ النقابيّ المعروف بوعلي المباركي بها بعض الشخصيات السياسية النافذة والمالية القديمة العائدة والفنية الشهيرة السائدة.. وجوه ضاحكة مستبشرة لا يُرى عليها أثر الكدح سعادتُها غامرة جمعت المناضل النقابيّ ممثّل الكادحين في الأرض إلى مُتخمين من فيض عرقهم جاؤوا إلى المناضل الكبير ليشهدوا منافع لهم".
وأضاف: "على زرابيّ مبثوثة تحت خيام منصوبة في مشاهد مشتقّة من جنان الخُلْد ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب كادح في بلاد تُلهب سياط الحاجة مواطنيها بالعدل.. لقد أنفق سي بوعلي ما أنفق ثأرا من الأغنياء لجحافل الفقراء في وطنه.. على أرضه وبين جمهوره".
وتابع الغيلوفي: "الرجل يحتاج منّا مباركةً له ودعاءً لنجله العريس بالرفاء والبنين، وإن لم يدعُنا إلى الحفل حتّى نحظى بأداء الواجب إزاء زعيم نقابيّ تعلّمنا على يديه صالح الأعمال وصادق الأقوال والزهد في الأموال تأسيًا بالمصلحين وسيرا على نهج المرسَلين الزاهدين في الدارين".
وتساءل الغيلوفي: "أمر وحيد أريد معرفته في سياق فرحة القياديّ الكبير، أدام الله فرحته ولا حرمه من سعادته، أصوغه في الأسئلة التالية: ماذا كان المناضل الكبير يعمل قبل أن يتفرّغ للعمل النقابيّ المرهق؟
وكيف يمكن لكادح أن ينال ما ناله؟ وهل أقام فرح ابنه من حُرّ ماله أم من الأعطيات والهدايا.. كثّر الله أعطياته وضاعف هداياه؟"، كما قال.
لكن الأمر لم يقف عند الانتقاد فحسب، بل تجاوزه إلى التهديد بالمساءلة القضائية. فقد كتب الكاتب والإعلامي التونسي ماهر زيد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أن المنظمة الوطنية لمكافحة الفساد، كانت قد رفعت قضية ضد نجل المباركي حول مشروع فلاحي ضخم قام ببعثه في ظروف يلفها الغموض.
وقال زيد: "تقدمت المنظمة منذ أكثر من سنة بإشعار إلى وكيل الجمهورية بتونس ومنه إلى القطب القضائي المالي حول مشروع فلاحي ضخم قام ببعثه نجل بوعلي المباركي في ظروف يلفها كثير من الغموض من حيث حجم رأس المال وطبيعة القرض التكميلي الذي تحصل عليه من أحد البنوك".
وأضاف: "لم يدم التحقيق في الإشعار أكثر من 4 أيام فحسب ليتم اتخاذ قرار بحفظ الشكاية، وهو المصير نفسه الذي تلقاه كثير من شكايات المنظمة كلما تعلق الأمر بالحيتان الكبيرة والمافيات النافذة"، على حد تعبيره.
أما الكاتب والجامعي عبد اللطيف العلوي، فقد علق في تدوينة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا: "آخرتها تحسدوهم على واحد أخ مناضل من المكتب التنفيذي ذبح مائتي علّوش في عرس ولدو؟ ياخي باش ياكلهم هو ال200 علّوش؟ ماو نفقة للفقراء والمساكين والملهوفين وعابري السّبيل، من الوزراء والكوادر متع الدولة والمناضلين الكبار متع الاتّحاد والولاة والمعتمدين والسّفراء إذا كان لزم!!"، وفق تعبيره.