قافتا شيرارو.. موقع سياحي بمحمية فريدة في الشمال الإثيوبي
العين الإخبارية - أديس أبابا
قافتا شيرارو الإثيوبية موقع سياحي مميز
مجموعة صغيرة من الغابات، تحولت بفعل الطبيعة إلى محمية، ورغم أن يد الإهمال قد طالتها لفترات ليست بالقصيرة، إلا أنه وبجهود شعبية وحكومية تحولت محمية "قافتا شيرارو" الواقعة في أقليم تقراي، شمال غرب إثيوبيا إلى واحد من أفضل المقاصد السياحية في القارة السمراء.
"قافتا شيرارو"أهم مزاياها قربها من مطار مدينة "حمرة" الذي يبعد عن المحمية 17 كيلومترا فقط، كما تبعد المحمية بنحو 250 كيلومترا عن مدينة مغلي حاضرة أقليم تقراي.
ويحدها إريتريا في الشمال، ويفترض أن تبلغ مساحتها الإجمالية 6 آلاف كيلومتر مربع، منها المساحة المغطاة بالغابات للحديقة، والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 5،275 ألف كيلومتر مربع، والحديقة هي موطن لكثير من الحشائش والحيوانات المفترسة وغيرها من أنواع الحيوانات البرية.
تأسست المحمية في العام 2007 من قبل الحكومة الإقليمية لتقراي، وكانت في البدء عبارة عن غابات صغيرة، ولكن مع مرور الوقت تطورات بصورة كبيرة بفضل جهود حماية البيئة، وذلك بعد أن وُجد فيها مختلف أنواع الحيوانات.
ويمر بوسط المحمية نهر "تكزي" الذي يتجه من إثيوبيا إلى إريتريا، والمحمية قريبة من الحدود الإريترية والسودانية، نسبة لموقع المنطقة في المثلث الحدودي بين إثيوبيا وإريتريا والسودان، وأقرب مدينة لها مدينة شيرارو ومدينة الحمرة الحدودية.
أنواع مختلفة من الحيوانات
خلال السنوات الماضية تكاثر العديد من الحيوانات في المحمية، لتشمل مختلف أنواع الغزلان، والفيلة والسلاحف، والكلاب البرية والقطط، بالإضافة للطيور المختلفة والمتنوعة، ووحيد القرن والضباع والثعلب الإثيوبي الأحمر، وهاجرت عدة أنواع من دول الجوار إلى تلك المحمية لما وجدته من بيئة طبيعية ومياه وفيرة، وشكلت الحماية التي تقدم للمحمية من قبل قوات حماية الحياة التي تتبع الإقليم دورا في تكاثر عدد الحيوانات.
ويقول أبرهلي برهي، مسؤول السياحة في المحمية: إن إحصاءات مكتب السياحة في الإقليم تؤكد ارتفاع عدد الحيوانات بها إلى 42 نوعا من الحيوانات، ومنها بعض الحيوانات النادرة التي لا توجد إلا في المحمية خاصة الطيور.
وحسب أبرهلي أن عدد الزوار في الآونة الأخيرة يتزايد من وقت لآخر، وأن أغلب الزوار من الأوروبيين، وهنالك مكاتب ووكالات تعمل بالتنسيق مع إدراة المحمية في كل من أديس أبابا ومدينة حمرة، وأن إدارة المنطقة تقدم جهودا كبيرة بالتعاون من الموطنين لحماية المحمية، وحماية الحياة البرية والبيئة الخاصة بها.
وتعتبر محمية قافتا شيرارو محمية فريدة من نوعها في شمال غرب إثيوبيا، إذ تعتبر الثانية في شمال إثيوبيا بعد محمية جبال سمين، والأخرى تعتبر طبيعية وقديمة.
ولكن قافتا شيرارو نشأت قبل 12 عاما بفضل جهود حماية البيئة في المنطقة، الشيء الذي عمل على جذب مختلف الحيوانات، وأن المسطحات المائية المتوفرة في المنطقة من أنهار صغيرة ومجاري مائية تعتبر أحد أهم مقومات المحمية، وساعدت على توفير الغذاء للحيوانات التي تعيش في المحمية.
وتتوفر العديد من النباتات والأشجار في غابات المحمية وأغلبها أشجار لاسافنا الغنية، والتي تتنوع وتنمو بفضل مياه نهر تكزي المتدفق، والذي ينحدر من شمال إثيوبيا ويتجه إلى الأراضي الإريترية.
مدن حول المحمية
مدينة "شيرارو" التي سميت عليها اسم المحمية، تعتبر إحدى المدن التي بدأت تنمو في الآونة الأخيرة، وساعدت المحمية والحركة السياحية فيها لتطوير الحراك السياحي في المدينة والمنطقة ككل، مما جعل المنطقة من المناطق التي حققت نجاحات كبيرة في جذب السياح للمنطقة.
وكانت سكان كل من مدينة "شيرارو" و"الحمرة" و"أندا أباقونا" يعتمدون على الزراعة فقط، والحراك الاقتصادي كان في موسم الزراعة والحصاد، وتجدها في بقية المواسم في حالة ركود تام، ولكن بفضل المحمية تطورت الوجهات إلى تلك المدن، وخاصة مطار الحمرة الذي أصبح له دور كبير في استقبال السياح القادمين للمحمية.