في انعطافتكَ الأخيرة،
خارجاً من حلمك الفاتن مندفقاً بعنفوان انفعالك الكثيف، ابدأ قصيدتك بالجمل الناهضة ذات المطالع المهتاجة أطلقها بالحروف الجهيرة وكلمات اللهب ساعة اليقظة إصقلْ زجاجَها بحفيف الشهوة تهتاجُ نساءُ النص ويتشبثنَ بذيل ردائِكَ وأنت في غيوم اللغةِ في بهو الكتابة مستعداً للهطول الماجن في طين القصيدة هطولٌ يهيِّجُ مواقع أحزانك أرخِ لفَرَسِكَ أن تنتفضَ بعرقك الغزير على مرأى قومٍ يتوقعون وقوعك يتلُونَ وصايا زوجاتهم وهُنَّ يغسِلنَ قمصانَهنَّ في عطر الليل، ولا يحفظ ذلك غير الشعر
دَعْ لقصيدتك أن تكترثَ بنساء الفتنة، لئلا يستفردَ بِهنَّ رجالٌ مستوحشون بالدفاتر السود والحبر الأبيض. وحين تبلغ المستضيق الثاني من قصيدتك إنهرْ، بأكثر الكلمات جرأةً، مخيلةَ الفتية العاطلين في تجاعيد الخيام، وافتح نار أرواحهم على هشيمك. ودَعْ قوافيك تفي بوعودٍ يكتنز بها غيابُك الغامض
تلك هي انعطافةُ قصيدتك المنتظرة ذات القوافي المذعورة المنهوبة من أكثر المعاجم نعومة وسرية وشهوانية منطوية على منحنى اللغة وتحولات المعاني وخسارة الدلالات تكتشف، مثل بغتة المنجم، البرقَ الخاطفَ في الكلمات وهي تتحرَّرُ وتَـشي، بما لا يُدرك، ساعيةً إلى ما لا يُنال
ارخها،
إجعل القوافي لا تختمُ كلاماً ولا تصدُّ صورةً ولا تكفي لاستعادة الأنفاس ليس لها دليلٌ تعرفُ به الطريق قوافٍ تأسرُ شغافَ الفتية وتغرِّر بالنساء وهنَ يأسرن رجالهنَّ بغوايات وتآويل تأخذ القصيدة نحو المهاوي
تلك هي شرفة أحلامك
ترى منها الكلمات في هيئة قطاةٍ تتدافعُ متسارعةً لئلا يفوقَها مكانٌ شامخٌ في النص